17 حزيران , 2025

موجة الهجرة العكسية تتسارع: مئات المستوطنين يفرّون سراً عبر البحر

وفيما تغطي الصواريخ الإيرانية كامل جغرافيا الأراضي المحتلة ، اختار المستوطنون الهرب من جديد واختاروا البحر بعد ان تقطعت بهم السبل وأُغلقت المطارات ما يطرح علامات استفهام حول آثار هذه الهجرة العكسية ومدى تحمل الجبهة الداخلية الإسرائيلية تداعيات الحرب المفتوحة مع الجمهورية الإسلامية.

قالت لهم طهران أن أرضهم المغتصبة لن تعود مكانا آمنا لهم، ورأو ذلك بأعينهم، فكان خيارهم تصديق الجمهورية الاسلامية الايرانية في تهديدها لا تصديق حكومتهم في تطميناتها..

هذا الهروب الجماعي لم يعد مقتصرا على الفرار من منطقة الى اخرى، او الدخول الى الملاجئ فكلها غير آمنة والخاير الوحيد مغادرة الاراضي المحتلة، ولأن الاجواء فيها خطر الصواريخ كان البحر خيارهم.

وفي السياق كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أنّ عدد المستوطنين الذين يفرّون من الاراضي المحتلة على متن اليخوت عبر قبرص يتزايد وهو بالمئات، وذلك في ظل الهجوم الإيراني، المستمر وبينما لا تزال الملاحة الجوية من الكيان الغاصب متوقّفة، انضمّ عدد كبير من المستوطنين الإسرائيليين إلى مجموعات توفّر لهم طريقاً بديلاً للهروب عبر البحر، بحسب ما أوضحته الصحيفة.

ويتمّ هذا الهروب سرّاً، ومن دون رقابة، ومقابل آلاف الدولارات حيث أكد جميع المستوطنين تقريباً الذين تحدّثت إليهم الصحيفة أنّهم يغادرون بسبب عدم وجود خيار آخر

ولم ينحصر الأمر بمنطقة معيّنة من الأراضي المحتلة، بل يبحث المستوطنون عن يخوت تبحر بهم إلى قبرص، ومنها إلى أي مكان آخر في مراسٍ متعدّدة، كما في هرتسيليا، في الوسط، حيفا المحتلة شمالاً، وعسقلان المحتلة جنوباً.

إزاء ذلك، وصفت الصحيفة مرسى هرتسيليا بأنّه صار محطة مغادرة مصغّرة خلال الأيام الأخيرة، مضيفةً أنّ أصحاب اليخوت في حيفا وعسقلان أيضاً ينظمّون الرحلات الصغيرة في مجموعات لا يتجاوز عدد أفرادها الـ10.

وتأتي اعترافات هآرتس بعد أن تراجعت أعداد الفارّين الصهاينة بسبب الحصار الجوي وتعمّد العدو رفع أسعار تذاكر السفر عبر الشركات الصهيونية قبل أن يغلق المطارات مؤخراً، لتؤكد هذه المستجدات أن الغاصبين باتوا يرون الخروج من مدن فلسطين المحتلة – ولو بالطرق الخطيرة – وسيلة أكثر أماناً من البقاء تحت التهديد غير المسبوق الذي تفرضه عمليات الوعد الصادق3.

كما تكشف هذه المعطيات حجم النزيف الشامل الذي يعاني منه العدو، جراء الردع الإيراني واليمني والفلسطيني، حيث تؤدي العمليات الردع إلى خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة، وتصدعات في جبهة العدو الداخلية وانهيارات أمنية، بالإضافة إلى تمزّق الوجود الصهيوني بالهجرة العكسية المتصاعدة، وهذه المرّة عبر البحر؛ بعد أن أدرك الصهاينة الغاصبين أن المدن المحتلة لم تعد بيئة صالحة لهم.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen