اعلام العدو يعترف.. فشل عسكري صهيوني متكرر بوجه اليمن
بالامس ولاول مرة استهدفت القوات المسلحة اليمنية مدينة حيفا في شمال فلسطين المحتلة، بصاروخ جديد، كما استهدفت تل أبيب للمرة الثانية في غضون اثنين وسبعين ساعة ، فكيف كان وقع العمليتين في الاوساط العبرية ؟ وكيف تعاطى الاعلام الاسرائيلي مع الفشل العسكري الصهيوني المتكرر في وجه اليمن ؟
في تطور عسكري جديد، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ هجوم نوعي استهدف مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستخدمة صاروخًا فرط صوتي لم يُكشف عن اسمه، بالإضافة إلى طائرة مسيرة، وذلك بعد أقل من 48 ساعة على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر فيها عن انزعاجه من استمرار العمليات العسكرية اليمنية.
ووفق البيان العسكري، فقد استهدف الصاروخ هدفًا حيويًا في مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، بينما توجهت الطائرة المسيرة نحو يافا، في عملية اعتُبرت تصعيدًا لافتًا في مسار الدعم العسكري اليمني في إطار الصراع الإقليمي المتصاعد.
وسُجلت صافرات الإنذار في حيفا للمرة الأولى منذ نوفمبر 2024 بسبب صاروخ قادم من اليمن، ما تسبب بحالة من الهلع دفعت عشرات الآلاف من السكان إلى التوجه للملاجئ في ساعات متأخرة من الليل، وسط تقارير عن تأخر رصد الهجوم وتأخر تفعيل أنظمة الإنذار المبكر.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الدفاعات الجوية فشلت في اعتراض الصاروخ، حيث أظهرت مشاهد مصورة لحظة وقوع انفجارات في المدينة، فيما جاء البيان الرسمي لجيش الاحتلال مترددًا، إذ اكتفى بالإشارة إلى أن "الصاروخ ربما تم اعتراضه"، دون تأكيد رسمي.
وأفادت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية بأن العملية كانت "غير عادية" من حيث خصائصها، مشيرة إلى فشل منظومات الرصد المبكر وعدم تمكّنها من التحذير في الوقت المناسب، ما أدى إلى وقوع إصابات بين السكان أثناء توجههم إلى الملاجئ.
تحليلات عسكرية أكدت أن العملية تُظهر قدرة الصاروخ على مناورة الدفاعات الجوية، وتخطي الطبقات المتعددة للرصد والاعتراض، بما في ذلك الأنظمة الأمريكية المتقدمة المنتشرة في المنطقة مثل "ثاد"، إضافة إلى القدرات المرتبطة بحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان"، وهو ما وصفته مصادر يمنية بأنه تأكيد إضافي على فشل العدوان الجوي الأمريكي في تحقيق أهدافه.
من جهتها، نقلت قناة "ماكو" الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن الهجوم ربما استهدف ميناء حيفا، الذي يُعد من أهم الموانئ التجارية في إسرائيل، معتبرة أن ذلك ينسجم مع استراتيجية العمليات اليمنية الرامية إلى إحداث أضرار اقتصادية وتعطيل الحياة المدنية.
وأشار التقرير إلى أن العمليات اليمنية الأخيرة تأتي رغم استمرار الغارات الجوية الأمريكية المكثفة على الأراضي اليمنية، في حين توقعت التقديرات الإسرائيلية أن تستمر الهجمات من اليمن وربما تتوسع جغرافيًا.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم يعكس فشلًا واضحًا للجهود العسكرية الأمريكية في تحجيم القدرات اليمنية أو الحد من عملياتها الإسنادية، كما يعزز الضغوط الأمنية والاقتصادية على إسرائيل، خاصة في ظل الحديث عن دور تلك الضغوط في دفع تل أبيب نحو الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة مطلع العام الجاري.