31 تموز , 2025

صايل أبو نصر.. اسمٌ جديد في سجل الشهداء المنسيّين خلف القضبان

في ذروة الصمت الدولي، تتكشّف فصول جديدة من الجريمة، أسير جديد يُستشهد في سجون الاحتلال، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى خمسة وسبعين منذ بدء الإبادة في غزة

في مشهد يُجسّد ذروة السادية في العصر الحديث، ارتقى الأسير الفلسطيني صايل رجب أبو نصر ستون عاماً شهيداً في سجون الاحتلال، بعد أن اعتُقل خلال المجزرة المستمرة ضد قطاع غزة.

استشهاد أبو نصر لم يكن حدثاً معزولاً، بل هو حلقة دامية في سلسلة ممنهجة من الجرائم الإسرائيلية داخل المعتقلات، تُدار بصمت العالم وتواطؤ مؤسساته الحقوقية

نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، كشفا في بيان صادم عن ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء الإبادة الجماعية إلى خمسة وسبعين شهيداً، من بينهم ستة وأربعون معتقلاً من غزة، تمّ التعرف على هوياتهم في ظل تعتيم متعمّد واحتجاز ممنهج للجثامين. الرقم ليس نهاية القصة، بل بدايتها، إذ تُعدّ هذه المرحلة، بحسب البيان، الأكثر دموية منذ نشوء الحركة الأسيرة الفلسطينية، والأشدّ قسوة من حيث ظروف الاعتقال والتنكيل

التعذيب الجسدي والنفسي، التجويع المنظّم، الإهمال الطبي المتعمّد، والاعتداءات الجنسيّة، جميعها ليست مزاعم بل وقائع موثّقة بشهادات أسرى نُكّل بهم حتى حافة الموت، أو تجاوزوها فعلاً. الاحتلال، وهو يماطل في الإفصاح عن مصير الأسرى، قدّم ردوداً متناقضة للمؤسسات الحقوقية، دافِعاً إياها للجوء إلى محاكمه الهزليّة لتتقصّى مصير من لا صوت لهم

عدد المعتقلين بلغ أكثر من عشرة آلاف وثمانمئة أسير يوليو ٢٠٢٥، بينهم أكثر من أربعة وأربعين طفلاً، وثمانية وأربعون أسيرة، وما يزيد عن ثلاثة آلاف وستمئة معتقل إداري، ومئات آخرون يُصنَّفون كمقاتلين غير شرعيين من غزة، ما يعكس حجم الانفجار الصامت الذي يختنق خلف جدران السجون

الهيئة والنادي حمّلا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد أبو نصر وسائر الشهداء، مطالبَين بتحقيق دولي محايد ومحاسبة قادة الاحتلال، وإنهاء الحصانة المُفرطة التي وفّرتها قوى كبرى لنظام الفصل العنصري. فحين تُصبح الزنازين مقابر، يصبح الصمت خيانة، وتصبح العدالة فرضاً لا ترفاً

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen