27 أيلول , 2024

الحاج أبو صالح..مسيرة جهادية من القيادة الى الشهادة

في زمن تبرز فيه الكرامة على هيئة الشهادة و في مشهد يعكس تضحيات القادة الابطال، ارتقى الشهيد القائد محمد حسين سرور (أبو صالح) شهيدا على طريق القدس مسطرا بدمائه ملحمة جديدة في تاريخ الجهاد والشهادة، مجسّدا روح المقاومة التي لا تُقهر.

من بلدة الجنوب الصامد ومن ارض التضحيات والمقاومة من عيتا الشعب الشاهدة على درب التحرير ولد الشهيد القائد الحاج محمد حسين سرور أبو صالح و حيث تلتقي جذور المقاومة بالكرامة نشأ في بيئة غارقة في تاريخ النضال ضد الاحتلال الصهيوني حيث كانت قيم الشجاعة والإصرار تتغلغل في عروقه مما ساهمت في تشكيل هويته المقاومة منذ الصغر.

انضم الحاج  إلى صفوف المقاومة الإسلامية عام 1986 وبدأ رحلته النضالية في فترة كانت تتطلب شجاعة وإرادة قوية و مع كل معركة خاضها، كان الحاج أبو صالح يجسد معنى الجهاد، قائدًا مقدامًا ومجاهدًا لا يهاب التحديات.

شارك في العديد من عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الصهيوني، وكان من الضباط الأساسيين في التصدي للهجمات التكفيرية على حدود لبنان الشرقية، وفي مختلف المحافظات السورية.

تولى القائد أبو صالح مسؤولية القوّة الجويّة في المقاومة منذ العام 2020، وقاد العمليات العسكرية لهذه القوة على جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وحتى تاريخ شهادته

 تدرج في المسؤوليات التنظيمية داخل هيكليات المقاومة حتى أصبح قائد القوة الجوية في المقاومة، حيث خاض معارك شديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي. كانت مشاركته في عمليات عدة، مثل التصدي للاجتياحات والغارات، تبرز براعته القيادية وحنكته العسكرية.

عُرف الحاج أبو صالح بشجاعته التي لا تُضاهى، حيث كان دائمًا في مقدمة الصفوف، يقود رفاقه نحو النصر. كما كان له دورٌ بارز في مواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك الجماعات التكفيرية التي سعت لتقويض الأمن في لبنان حيث أظهر في كل معركة أن المقاومة هي الطريق الوحيد للحرية.

كان الحاج أبو صالح جزءاً من كل لحظة انتصار، سواء في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أو التصدي للجماعات التكفيرية التي هددت أمن لبنان وسوريا. ورغم الصعاب، قاد العمليات العسكرية للقوة الجوية منذ العام 2020 وحتى يوم استشهاده، مؤكداً أن المقاومة ستظل دائماً الحصن المنيع في وجه كل من يتربص بأرضها.

وفي معركة "طوفان الأقصى"، التي عادت لتُذكّر العالم بقضية فلسطين، كان الحاج أبو صالح في مقدمة الصفوف، يخط بدمائه الطاهرة ملحمة جديدة من ملاحم الكفاح ضد الاحتلال حيث جسد الحاج أبو صالح شجاعة لا تُضاهى،  فكان في مقدمة الصفوف، يقاتل بشجاعة مضحيا  من أجل القضية الاسمى (فلسطين).

في 26 سبتمبر 2024، استُشهد الحاج أبو صالح في غارة إسرائيلية غادرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، لترتقي روحه حيث احب ورغب وتمنى الشهادة، لتجسد دماؤه الطاهرة  ملحمة جديدة من ملاحم الكفاح، وتُذكّر العالم بأن الحق لا يموت، وأن الطريق إلى القدس محفوف بالتضحيات فاستشهاده ليس فقدانا لقائد لان القادة لا يموتون، بل هو بداية فصل جديد في حكاية المقاومة وسيبقى اسمه مرتبطا بميادين الجهاد من لبنان الى سوريا واليمن ففلسطين

و سيستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة للتمسك بمبادئ المقاومة والصمود في وجه العدو الغاشم الظالم وليؤكد أن الجهاد والمقاومة هما السبيل لتحقيق العز والكرامة، وأن كل شهيد يفتح دربًا جديدًا نحو النصرالمبين.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen