مع إعلان بايدن.. المقاومة تشترط ورقة رسمية تحمل ضمانات واضحة وقابلة للتنفيذ
مع إعلان الرئيس الامريكي جو بايدن عن مقترح الصفقة الجديد، تؤكد فصائل المقاومة أنه لا ثقة بأفكار غير مكتوبة.. ومن هنا تؤكد مصادرها أن موقفها النهائي يبقى رهن تسلم ورقة رسمية تحمل ضمانات واضحة وكاملة ومعروفة وقابلة للتنفيذ، من قبل الولايات المتحدة، بما يضمن إلزام كيان العدو بتنفيذ الاتفاق
بين استسلام واشنطن وتل ابيب لشروط المقاومة، ومناورة جديدة لإنقاذ العدو الاسرائيلي من مأزقه، تتردد الشكوك حول النية الحقيقة من إعلان الرئيس الامريكي جو بايدن عن مقترح الصفقة الجديد..
وفي سبيل قطع الشك باليقين، تتمسك المقاومة بكافة شروطها الضامنة لحقوق الشعب الفلسطينية ومقاومته.. وعلى رأسها تسلم نص مكتوب يثبت جدية الطرف الآخر في الدفع نحو الوصول إلى صفقة جدّية.
مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية بين المقاومة والوسطاء، أوضحوا أن حركة حماس أبلغت كلاً من قطر ومصر، أن الموقف النهائي يظلّ رهن تسلّم ورقة مكتوبة تحوي كل ما ورد على لسان بايدن، مع إعلان إضافي يحمل ضمانات واضحة وكاملة ومعروفة وقابلة للتنفيذ، من قبل الولايات المتحدة، بما يضمن إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق.
ومن هنا شددت المصادر على ان موقف المقاومة ثابت حيال شروطها الاساسية المتعلقة بالوقف التامّ لإطلاق النار، فأي اتفاق لا يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، لن يتمّ التوقيع عليه. لذلك فإنها لن تعطي موقفاً نهائياً قبل تسلّم ورقة رسمية تتضمّن موافقة إسرائيلية كاملة، وعدم ترك أي بند ضمن دائرة الغموض، وهو ما يسعى إليه رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو.
كما وأبلغت حركة حماس، الجانب المصري، أنها ترفض أي خطط تتعلّق بمعبر رفح الحدودي قبل انسحاب العدو منه بشكل كامل.
إصرار المقاومة على تسلم ضمانات مكتوبة، يأتي في ظل المراوغة الاسرائيلية التي تعزز شكوكها. وهو ما أثبته تصريح مراسل هيئة البث الإسرائيلية، الذي نقل عن نتنياهو قوله أن بايدن لم يطرح الشروط الحقيقية التي وافقت عليها حكومته لإتمام الصفقة، وأنه وعد شركاءه في الائتلاف بأنه لن يكون هناك وقف للحرب، معتبراً أن فرص التوصّل إلى اتفاق منخفضة للغاية.
وفي ظل التخبط الاسرائيلي، يرى محللون سياسيون أنّ العرض الأمريكي جاء بهدف الضغط على المقاومة، فضلاً عن السعي الأمريكي الحثيث لتحفيز المسار التطبيعي مع دولٍ عربية، فيما رأى آخرون أنّ هذا المقترح والصفقة المفترضة لم تأت بسبب الكرم الأمريكي السخيّ، وإنما حضرت بسبب هواجس بايدن الانتخابية بعد تيقنه بفشل نتنياهو بتحقيق أهداف العدوان على غزة، وانتصار ارادة وصمود الشعب الفلسطيني الأسطورية في غزة. فيما يؤكد آخرون إنّ هذا المقترح جاء لإنقاذ الكيان من الهزيمة الساحقة والمأزق العسكري الذي يتعمّق يومًا بعد يوم في غزة.