بلينكن يستكملُ جولتهُ في المنطقة.. وعمليّاتُ اليمن الهاجس الأكبر
يستكمل وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن جولته في المنطقة، فبعد زيارته للاردن وقطر، يتوجه الى السعودية ثم الامارات، تزامنا مع زيارة ممثل الاتحاد الاوربي جوزيب بوريل.. فما دلالات هذه التحركات الامريكية الاوروبية؟
انتوني بلينكن، وزير الخارجية الامريكي الذي عبر عن ارتباطه الوثيق بالصهوينية، حينما حط في تل ابيب في يوم اندلاع معركة طوفان الاقصى، مؤكدا ان وجوده هناك يأتي انطلاقا من كونه يهوديا قبل ان يكون امريكيا.
تصريح مثل الشرارة الاولى للاندفاعة الامريكية، في العدوان على غزة، في حرب ارادوها دينية، ضاربين كل القيم الانسانية والقوانين الدولية عرض الحائط.
اليوم وبعد مرور ثلاثة اشهر على حرب الابادة الامريكية الصهيونية في قطاع غزة، يحاول وزير الخارجية الامريكي انقاذ قادة الكيان الصهيوني الذين غرقوا في حرب فاقمت من ازماتهم، وكشفت حجم اجرامهم للعالم كله، وفي لحظة تأتي في وقت اعلنت فيه اليمن المواجهة المباشرة للولايات المتحدة الامريكية في البحر الاحمر، بعد جريمة استهدافها رجال البحرية اليمنية اثناء اداء مهامهم.
اليوم، بعد زيارته تركيا واليونان، حط بلينكن في العاصمة الاردنية عمان، ثم قطر التي تقود جهود الوساطة، لبحث مخرج للحرب الصهيونية على قطاع غزة، قبل ان يتوجه الاثنين الى السعودية التي يزورها في الوقت نفسه ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، وعلى ما يبدو ان اللقاء الامريكي الاوروبي في الرياض سيناقش في الدرجة الاولى الاحداث في البحر الاحمر، وليس فقط مسألة استمرار الحظر اليمني لكل السفن الصهيونية او تلك المتوجهة الى موانئ العدو، وانما ماهو ابعد من ذلك مع اعلان اليمن عن معركة الفتح الموعود، التي عكست جدية التحذيرات اليمنية في التعامل مع تصاعد التهديدات والتحركات العدائية الغربية باتجاه اليمن.
فشل الامريكي خلال الفترة الاخيرة في تحشيد تحالف دولي ضد اليمن، ويبدو انه اليوم لا يريد الغرق في حرب مباشرة لا يعي تداعياتها، لذا جاءت جولته في منطقة الشرق الاوسط، مستغلا كعادته السعودية والامارات كادوات لاعادة توريطهما مع اليمن من جديد.
لكن يبقى السؤال اليوم.. مالذي سيحمله الامريكي من جديد في هذه الزيارة، وهل لا زالت الادارة الامريكية في موضع تسطيع من خلاله استخدام الرياض وابو ظبي في تكرار تجربة الحرب الفاشلة على اليمن.. ام ان ذلك التحرك الهدف منه احتواء الموقف، وتهدئة التصعيد، خاصة بد تأكده من جدية موقف اليمن، وان تهديداته، سيكون لها ما وراءها من التبعات التي لن يحمد عقباها.