23 أيلول , 2025

روبيو والشرع يلتقيان في نيويورك: بحث أولويات واشنطن وتل ابيب في سوريا

في سلسلة لقاءات مكثّفة تعكس تنسيقاً متقدّماً مع واشنطن وتل أبيب اطلّ رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع من نيويورك ، ملوحا باتفاق أمني وشيك مع العدو يعيد رسم ملامح الجنوب السوري. ما يطرح المشهد أسئلة جوهرية حول مستقبل السيادة السورية .

في خطوة لافتة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو برئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، حيث ناقشا أولويات واشنطن في الملف السوري. وأكد روبيو أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتخفيف العقوبات على السوريين يمثّل فرصة لبناء دولة مستقرة وذات سيادة
الشرع لم يُخفِ أنّ الأيام المقبلة قد تشهد توقيع اتفاق أمني جديد مع إسرائيل بوساطة أميركية، مشيراً إلى أنّه سيكون مشابهاً لاتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974. غير أنّ تسريبات إعلامية أكدت أنّ الاتفاق المرتقب يمنح تل أبيب سلطة شبه مطلقة في الجنوب السوري، مع تكريس احتفاظها بقمّة جبل الشيخ، وفرض مناطق منزوعة السلاح وحظر للطيران قد يمتد حتى مشارف العاصمة دمشق.
في نيويورك، كثّف الشرع من ظهوره الإعلامي واللقاءات، سواء مع أبناء الجالية السورية أو في قمّة كونكورديا، حيث ظهر إلى جانب الجنرال الأميركي السابق ديفيد بترايوس، في مشهد اعتُبر سوريالياً بالنظر إلى تاريخ الرجلين. الشرع روّج لما أسماه سوريا الجديدة المنفتحة على الجميع، مؤكداً أنّ إدارته مستعدة لمناقشة الهواجس الإسرائيلية والعمل على تجنّب الحرب.
بالتوازي، رسم المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، ملامح المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أنّ السلام في الشرق الأوسط وهم وأنّ جوهر الصراع يتمحور حول الهيمنة والخضوع. تصريحات برّاك عكست بوضوح أنّ واشنطن تدفع باتجاه فرض تسويات ميدانية وأمنية تعزّز التفوق الإسرائيلي على حساب السيادة السورية.
التحركات الأخيرة تكشف عن محاولة أميركية ـ إسرائيلية لإعادة صياغة الواقع السوري عبر اتفاقيات أمنية تشرعن الدور الإسرائيلي في الجنوب، وتربط مستقبل دمشق بمعادلة إقليمية جديدة. في المقابل، يثير الدور المتنامي للشرع جدلاً واسعاً، سواء بسبب تاريخه السابق أو بسبب تسويقه لخطاب يلتقي بشكل كامل مع الموقف الأميركي.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen