23 أيلول , 2025

لبنان بين عدوان إسرائيلي وتصعيد اميركي: المقاومة في المواجهة

على وقع العدوان الإسرائيلي السافر والمتواصل على لبنان، برز التصعيد الأميركي الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، فبين تهديدات واشنطن المالية والسياسية، ورسائل تل أبيب الميدانية، وصمود المقاومة، يقف البلد أمام مفترق طرق حاسم وتبدو المقاومة تؤكّد أنّها السدّ الأخير في وجه محاولات فرض معادلات جديدة بالقوة.

لم يعد لبنان على هامش الصراع الإقليمي، بل عاد مجدداً إلى قلب الاستهداف الأميركي – الإسرائيلي، في لحظة سياسية شديدة الحساسية داخلياً وخارجياً. فبين ضغوط واشنطن المتصاعدة، ورسائل تل أبيب الميدانية الممهّدة بعمل عسكري أوسع، يتقدّم ملف حزب الله ليكون العنوان الأبرز في المرحلة المقبلة.
المبعوث الأميركي توماس برّاك عبّر بوضوح عن انتقال واشنطن من دور الوسيط إلى موقع الطرف، عبر تصريحات عدائية مباشرة ضد حزب الله وإيران، مستخدماً لغة التهديد وملوّحاً بالاستعداد لقطع مصادر التمويل وقطع رؤوس الأفاعي حد وصفه وفي خطوة متزامنة، فعّلت الخارجية الأميركية برنامج مكافآت من أجل العدالة لاستهداف شبكات الحزب المالية، ما يكرّس سياسة الخنق المالي إلى جانب الضغط السياسي.
الأخطر في الموقف الأميركي، بحسب مصادر سياسية أنه يشرعن عملياً أي تصعيد إسرائيلي، بعدما أعلن برّاك أن الولايات المتحدة لن تتدخل لمواجهة حزب الله لا عسكرياً ولا سياسياً، ما يفتح الباب أمام العدو للتحرك منفرداً وفق حساباته.
من الجانب الإسرائيلي، يبرز حديث متكرر عن خيار العملية البرّية جنوب الليطاني وربما أبعد منه، مع التأكيد أن تل أبيب لن تنتظر طويلاً. التصعيد الأخير الذي شمل اغتيالات وغارات جوية وصولاً إلى مجزرة بنت جبيل، يشير إلى أن تل ابيب تختبر ردود الفعل الدولية والداخلية تمهيداً لخطوات أكبر.
أمام هذا المناخ، جاء خطاب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي شدّد على أن المقاومة ما زالت في صلب هويتها وثوابتها وأن حزب الله حاضر بقوة على المستويين السياسي والعسكري، معتبراً أن شهادة السيد نصرالله رسّخت حضور المقاومة أكثر مما أضعفته.
لبنان يقف اليوم على مفترق خطير: ضغوط أميركية قصوى، وتصعيد إسرائيلي مفتوح، وحكومة محاصرة داخلياً وخارجياً، مقابل حزب الله الذي يصرّ على التمسك بخياراته. في ظلّ قناعة متزايدة بأن لا أحد في واشنطن أو تل أبيب يضع في حساباته استقرار لبنان أو مصالحه، بل موقعه في معادلة إقليمية أكبر.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen