هدنة مؤقتة تتقدم بغزة... تفاهمات وسط غياب الالتزام الصهيوني بإنهاء الحرب
في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية وتزداد المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، تلوح في الأفق مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار. لكن المقترح المطروح لا يبدو أنه يحمل نهاية قريبة للحرب، بل هدنة مؤقتة بشروط غامضة وتحفّظات ميدانية وسياسية من مختلف الأطراف.
إشراف رقابة أممية، إلى جانب إطلاق سراح دفعات من الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، مقابل الإفراج عن جثامين وأسرى فلسطينيين من السجون الصهيونية.
لكن التحدي الأبرز في هذه المبادرة يبقى غياب أي ضمانات فعلية بوقف دائم للحرب، وهو ما يثير تحفظ الفصائل الفلسطينية التي ترى في الطرح الحالي محاولة لتكريس حالة "اللاسلم واللاحرب"، تمنح الكيان الصهيوني هامشاً إضافياً لإعادة ترتيب أوراقها الميدانية دون تقديم تنازلات سياسية أو أمنية. وفي الوقت ذاته، يُنظر إلى المقترح باعتباره اختباراً جديداً للنوايا، قد يشكّل مدخلاً لمفاوضات أوسع إذا ما التزمت الأطراف، لا سيما الاحتلال، بتخفيف التصعيد وتحسين الوضع الإنساني.
من الجانب الصهيوني، لم يُبدِ نتنياهو وحكومته استعداداً فعلياً للدخول في تسوية دائمة، إذ تقتصر الموافقة على ما هو أقرب إلى إدارة الأزمة من حلّها.
وفي مقابل هذا الغموض، تبدي واشنطن حرصاً واضحاً على إنجاح المبادرة، حيث تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقاً لمصادر مطلعة، بضمان استمرار وقف إطلاق النار طوال فترة التفاوض، مع إرسال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف للإشراف على التنفيذ ومراقبة التزام الأطراف.
اذا بين تحفّظ فلسطيني وتردّد صهيوني وضغط أميركي، تمضي مفاوضات الهدنة في غزة على خيط رفيع من الاحتمالات.