لقاء سوري-إسرائيلي في باريس: تنسيق سياسي وامني
في العاصمة الفرنسية باريس، لقاء جمع وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية سانا، فماذا في تفاصيل اللقاء وتوقيته ؟
باعتراف سوري مباشر نقلته وكالة الانباء السورية سانا ، وفي لحظةٍ يواصل فيها الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، اجتمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع وفد إسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس، برعاية المبعوث الأميركي.
هذا اللقاء، الذي تزامن مع استمرار نزيف الدم في غزة، اعتبره مراقبون طعنة مباشرة للقضية الفلسطينية، وتخلياً عن أحد الثوابت التاريخية في الصراع مع العدو، خصوصاً أنّه يأتي في وقت يحتل فيه العدو اجزاء كبيرة من الجنوب السوري ويواصل شن غاراته الجوية على دمشق ومحيطها، والتدخل في عمق الشأن السوري العسكري والسياسي على حد سواء.
وسائل إعلام عبرية كانت قد كشفت في وقت سابق عن مساعٍ لإبرام اتفاق أمني بين العدو وسوريا، يشمل تعاوناً استخبارياً بعيداً عن مسار اتفاقيات أبراهام.
وفي السياق نفسه، أعلنت الخارجية السورية عن استقبال وفد من الكونغرس الأميركي في دمشق ومعظم الاراضي السورية ، في مشهد يثير تساؤلات كبرى حول الوجهة السياسية التي يُراد لسوريا أن تسلكها في ظل العدوان المفتوح على فلسطين.
إنّه لقاء يثير القلق لا لرمزيته فحسب، بل لما يحمله من رسائل خطيرة وتساؤلات تطرح : هل تخلت دمشق عن ثوابتها في دعم القضية الفلسطينية؟ وهل قبلت ضمنيا بالدور الاميركي الإسرائيلي في تقرير مصيرها ، رغم احتلاله أرضها وتدخله العسكري المستمر فيها؟ وفتحت الباب أمام مقايضات سياسية لا تخدم سوى العدو، وتأتي على حساب المقاومة وفلسطين؟