ترامب في الخليج وويتكوف في قطر: اي تغيرات في ملف غزة؟
بالتوازي مع جولة ترامب وعملية الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر تحركت مياه مفاوضات الهدنة الراكدة، مع قرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إرسال وفد التفاوض للعاصمة القطرية الثلاثاء لبحث خطة وقف إطلاق النار فهل تحمل هذه المرحلة الحساسة تفاهمات تفضي الى وقف اطلاق النار ؟
لا تخفي تل ابيب انزعاجها الكبير من مبادرات ترامب، والتي تجري بعيداً عنها، ولعل الأكثر إحراجاً لها كان التفاوض مع حماس حول قضية ألكسندر، الذي أظهر أن نتنياهو خارج التغطية تماماً، وهو يعلن أن الفضل في إخراج الأسير يعود إلى الضغط الذي يضعه جيشه على حماس في القطاع بينما تولّى ألكسندر نفسه التحديد إلى من يعود الفضل في ذلك، حين رفض لقاء رئيس حكومة العدو.
وكشف موقع أكسيوس أن المجرمَ نتنياهو وحكومته لم يعلموا بهذه المحادثات السرية حول ألكسندر، وأن الإدارةَ الأمريكية تعهَّدت بالدفع نحو وقف العدوان في قطاع غزة لمدةٍ تتراوحُ بين 70 إلى 90 يومًا، وهي مدةٌ أطولُ من العروض السابقة، مقابل الإفراج عن عشرة رهائن.
في ضوء الحديث عن مقترح أميركي لحل شامل بشأن غزة، يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المقابل بموقفه الرافض لإنهاء الحرب على قطاع غزة، مما يطرح التساؤلات حول المصير المحتمل للجولة الجديدة من المباحثات بين المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي.
وبالتوازي وصل إلى الدوحة وفد تفاوضي إسرائيلي لإجراء مباحثات في سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى وإنهاء الحرب على غزة، ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف تفاؤله وتأكيده أنّ الجميع يريد حلاّ دبلوماسيا، لكن نتنياهو صرح بأنه لن يكون هناك وضع تُـوقـف فيه تل ابيب الحرب.
في غضون ذلك، نقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن مصدر قوله إن فريق التفاوض الإسرائيلي حصل على تفويض بإدارة المفاوضات وفق منحى ويتكوف
وحتى هذه اللحظة، لا توجد مؤشرات على وقف العدوان على قطاع غزة، ولم تبادر أمريكا بأي تطمينات في هذا الجانب، لكن حماس انطلقت من مبادرتها لتثبيت حُسن النية ومدى جديتها للدخول في مفاوضات تنهي جرائم الإبادة في القطاع، مع علمها بعدم التزام الأمريكيين والعدوّ الإسرائيلي بأية اتّفاقيات.
وسبق أن حذّر الكثير من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين، ومن كتّاب المقالات الكبار، من أن المغالاة في تأييد وحشية إسرائيل، كما ظهرت في قطاع غزة، لها ثمنها على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط عموماً، والخليج خصوصاً، وتمثّل إحراجاً كبيراً للدول التي يُطلب منها تمويل الحلول لأزمات المنطقة والدفع لأميركا في الوقت نفسه. وبالتالي، إذا كانت مصلحة إسرائيل تبقى هي الموجّه الأساسي للسياسة الأميركية في المنطقة، فلا داعي لتحقيقها بالوقاحة نفسها التي يريدها نتنياهو، والتي تمدّدت لتمثّل إهانة لأميركا ورئيسها