13 نيسان , 2025

من الانهيار الاقتصادي إلى جحيم الفوضى: المحافظات المحتلة تئن تحت وطأة الانفلات والتجويع

ترزح المحافظات المحتلة تحت سطوة الاحتلال السعودي الإماراتي ، حيث يتحول الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي إلى آلة طحن يومية تحصد أرواح الأبرياء وتكسر ظهر المواطن البسيط ، وبينما يتفرج العالم بصمت مريب ، تشتعل شوارع المحافظات المحتلة بأصوات الانفجارات والاحتجاجات.

تعيش المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي أسوأ مراحلها على الإطلاق ، إذ تتصاعد حدة الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي بشكل يومي ، ما أدى إلى تحويل حياة السكان إلى جحيم لا يُطاق ، وسط صراعات دموية ومعيشة خانقة وانعدام أي أفق للتحسن ، فمنذ بداية العام 2025  أصبحت مدينة عدن رمزًا للفوضى الأمنية في ظل صمت دولي مخزٍ وخذلان متواصل.

حيث تتكرر الاغتيالات والانفجارات المسلحة في مشهد دموي مأساوي ، قتل ضباط ومسؤولون وناشطون ، وتفجيرات تضرب قلب المدينة ، وآخرها تفجير استهدف مركبة عسكرية للانتقالي الجنوبي أدى إلى مقتل 10 وإصابة العشرات ، وسط تأكيدات بأن هذه التفجيرات ليست إلا تصفيات داخلية بين المليشيات المتناحرة التابعة للاحتلال.

وفي أبين  تتصاعد حدة الاشتباكات المسلحة بين ميليشيات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات وميليشيات أخرى موالية لحكومة المرتزقة .

اشتباكات عنيفة هزّت زنجبار وأسفرت عن سقوط أكثر من 15 قتيلاً وعشرات الجرحى ، في مشهد يؤكد أن الصراع بين أدوات الاحتلال بات أعمق وأخطر مما يُعلن عنه.

أما شبوة  فلم تعد سوى بؤرة ساخنة للفوضى والانفلات ، حيث تتقاتل الميليشيات المسلحة للسيطرة على المواقع والنفوذ ، مع سقوط ضحايا مدنيين جراء المواجهات الدموية ، وكل ذلك يجري في ظل عجز الاحتلال عن توفير أي أمن أو خدمات.

على الجانب الاقتصادي  وصل الريال اليمني في المناطق المحتلة إلى مستويات قياسية من الانهيار ، إذ بلغ سعر الدولار أكثر من 2400 ريال ، ما أدى إلى موجة ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية ، كالقمح والسكر والزيت ، ما جعل الحياة اليومية فوق طاقة المواطن البسيط ، وسط نقص حاد في السلع وإغلاق العديد من المحال التجارية.

وفي ظل هذا الجحيم المعيشي ، خرج المواطنون في عدن ولحج وأبين في احتجاجات صاخبة ، مطالبين بوقف الانهيار الاقتصادي وتحسين الخدمات الأساسية ، لكن تلك الصرخات قوبلت بالتجاهل ،  فيما يواصل المحتلون وأدواتهم فرض سياسات الإفقار والتجويع.

فالكهرباء تنقطع لساعات طويلة تفوق 18 ساعة يوميًا ، وغاز الطهي يُباع بأسعار خيالية في السوق السوداء ، بينما يعاني قطاع الصحة من نقص الأدوية وانهيار البنية التحتية . أما التعليم ، فقد أصبح ترفًا بعيد المنال بسبب غياب الكادر والمعلمين.

وباتت سياسة الاحتلال تقوم على دفع المواطنين إلى حافة المجاعة , حيث تقلّصت الوجبات اليومية وتحولت المائدة إلى رمز للعجز والخذلان ، فيما يواصل الريال اليمني السقوط أمام الدولار حيث سجل ارقاما قياسية في الهبوط عند 2417 للدولار الامريكي ، و632 للريال السعودي.

كل هذا يجري في ظل صمت مطبق من المحتلين وأدواتهم ، بينما المواطنون يغرقون في الجوع واليأس ، وأمام هذا الواقع الجحيمي ، تتزايد الدعوات لتحرير المحافظات المحتلة واستعادة القرار الوطني ، فالمعركة لم تعد فقط من أجل الكرامة ، بل من أجل البقاء.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen