حي الكرامة في جباليا نموذج عن الدمار الهائل الذي أحدثه العدوان
أظهرت صور جديدة حجم الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في حي الكرامة في جباليا شمال قطاع غزة، والذي شهد عملية عسكرية برية مكثفة خلال الأشهر الأخيرة من الحرب على القطاع.
مع عودة عشرات الآلاف من النازحين إلى شمال القطاع، تكشف المزيد من مظاهر الكارثة، حيث يظهر دمار واسع النطاق للأحياء السكنية والمنشآت الخدمية والبنية التحتية. وفي حي جباليا المدمّر بشكل شبه كامل، تواصل الجرافات أعمال رفع الأنقاض، في حين تم إقامة مخيمات لاستقبال العائدين.
من جهة أخرى، تواصل سلطات الاحتلال المماطلة في إدخال المعدات الثقيلة لإزالة الردم وبدء عمليات الإعمار، بالإضافة إلى إدخال البيوت المتنقلة والمساعدات الطبية والغذائية، وفقًا لنص اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى.
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، تسبّب القصف الإسرائيلي في قطاع غزة في "قدر غير مسبوق من الدمار في التاريخ الحديث". وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، تضرر أو دمّر ما يقرب من 69% من مباني القطاع حتى الأول من ديسمبر 2024، أي ما يعادل 170,812 مبنى.
كما أشار الباحثان الأميركيان كوري شير وجامون فان دين هوك إلى تضرر ما يصل إلى 172,015 مبنى، بنسبة 59.8% من مباني القطاع، وفقًا لتحليلات الأقمار الصناعية باستخدام منهجية مختلفة.
وأدت الحملة العسكرية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي إلى استشهاد 46,788 شخصًا على الأقل في القطاع، معظمهم من المدنيين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة، التي تعتبرها الأمم المتحدة جديرة بالثقة.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن 18 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في القطاع تعمل جزئيًا، بطاقة إجمالية تبلغ 1,800 سرير، بينما حذرت الأمم المتحدة في 31 ديسمبر من أن النظام الصحي في القطاع "على شفا الانهيار التام".
كما أظهرت بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية وأوبن ستريت ماب أن 83% من مساجد القطاع قد تضررت جزئيًا أو كليًا. وبالنسبة للمدارس، تضرر ما لا يقل عن 496 مدرسة من أصل 564، أي ما يعادل 88% منها، حيث استخدم العديد منها كمراكز إيواء للنازحين.