قراءة استراتيجية في ردع استخباراتي يمني مضاد..
في عملية أمنية دقيقة حملت اسم ومكر أولئك هو يبور، وجّهت القوات الامنية صفعةً استخباراتيةً غير مسبوقة لمحور واشنطن وتل أبيب والرياض، بعد كشف خلية تجسس حاولت تعطيل إسناد اليمن للمقاومة في غزة. إنجازٌ أمنيٌّ واستراتيجيٌّ يُعيد رسم ملامح المواجهة في المنطقة، ويكشف عمق التورط السعودي في المشروع الصهيوني.
ليست هذه العملية مجرّد نجاح أمني اعتيادي، بل محطة مفصلية في معركة الوعي والسيادة.
فالتحقيقات أظهرت أن الخلية التجسسية كُلّفت بمهمة شل القدرات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، عبر جمع معلومات دقيقة عن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر والقيادات العسكرية والسياسية في صنعاء. وتمكّنت الأجهزة من ضبط سيارات تجسسية مزوّدة بكاميرات عالية الدقة وأجهزة تتبّع وسيرفرات تخزين تُدار عن بُعد، تُرسل البيانات إلى الرياض ومنها إلى تل أبيب وواشنطن.
العملية لم تأتِ من فراغ، بل في سياق تصاعد العدوان الاستخباراتي على اليمن، بالتوازي مع الدعم العسكري والإعلامي الذي قدّمته الرياض للعدو الإسرائيلي منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى.
الوثائق والاعترافات أكّدت أنّ السعودية تحوّلت من ممولٍ سياسي إلى شريكٍ أمنيٍّ مباشر في عمليات استهداف اليمن، لتصبح قاعدة متقدّمة للموساد والسي آي إيه في قلب الجزيرة العربية
خبراء أكّدوا أنّ ما تحقق من كشفٍ وإحباطٍ لخلايا التجسس اثبت ان المنظومة الامنية قادرة على استباق العدو في الميدان الاستخباراتي.
ما كشفته العملية يوجّه رسالة حاسمة: أنّ صنعاء تجاوزت مرحلة الدفاع إلى مرحلة المبادرة، وأنّ زمن المداراة قد انتهى. فالسعودية لم تعد مجرّد تابعٍ في معسكر واشنطن، بل شريكٌ في الجريمة، واليمن من موقعه المقاوم سيعاملها وفق هذا الواقع الجديد.
بهذه العملية، أثبت اليمن أنّ الأمن ليس مجرّد منظومةٍ لحماية الداخل، بل جبهة متقدمة في معركة الأمة ضد محور الشر. فصنعاء التي صمدت في وجه الطائرات، أثبتت أنّها قادرة أيضاً على إسقاط الجواسيس، وتعرية التحالف الأمريكي الإسرائيلي السعودي في وضح النهار.