علاقة الجمهور بالسيد نصر الله...حيث فشلت مراكز الأبحاث
لا يمكن انكار نجاح مراكز الأبحاث والدراسات الغربية والأميركية في لعب دور كبير في المعركة مع الاستعمار، لكن هذه المعركة وقفت عاجزة عن فهم طبيعة العلاقة، بين المقاومة وبيئتها، وبين هذه البيئة وشخصية، كشخصية السيد حسن نصر الله.
حملة إعلامية كبيرة واستهداف اعلامي منظم يشبه تماما ما كان يرعاه الاعلام الغربي والاعلام المعادي قبل الحرب، وخلالها وبعدها، في محاولة لاستهداف المقاومة، وجمهورها، ونهجها، في ظل الثبات التام لجمهور المقاومة والالتفاف الأكبر حولها، على الرغم من التضحيات الكبيرة، والاستحقاقات الكبيرة التي رافقت المرحلة الأخيرة وعلى الرغم من دور مراكز الدراسات وأجهزة الاعلام والمال السياسي المخصص، والموضوع في خدمة المشروع الأميركي الإسرائيلي، الا ان مراكز الدراسات والأبحاث، وعلى الرغم من نجاحها في مجالات مختلفة لم تستطع من فهم حقيقة العلاقة التي تربط جمهور المقاومة بالمقاومة، وان الدعاية السياسية وان نجحت في الكثير من المجالات بتظهير صورة القاتل على انه لا يرتدع، ولا يتورع عن فعل أي شيء، من دون أي رادع، لم تنجح في كسر صورة المقاومة القادرة على تطويع الظروف، وصنع المعجزات، وكسر المشروع المعادي، مهما بلغ حجم التضحيات والتهديدات، وهذا ما تجسد في ميادين المواجهة من غزة الى لبنان واليمن، حيث لم ينجح الاجرام المعادي، والتهويل الأميركي في كسر إرادة الشعوب، وعزيمتها، بل عزز الالتفاف حول المقاومة كخيار اوحد، في وجه الاجرام، ومحاولات التطويع.
وفي خضم البحث، في العلاقة بين الشعب والمسلمات، والارض، والتاريخ، ورفض الظلم، يظهر بشكل جلي القصور في فهم العلاقة بين الناس وبين المقاومة، لا سيما عندما يكون الامر مرتبطا بشخصية، كالشهيد السيد حسن نصر الله، بما كرس من علاقة وجدانية بينه وبين من عرفه، وسمع خطاباته وتابع مسيرته حتى تحول الى ايقونة تحرر، ومصداق في العمل المقاوم ونصرة الملهوف، حتى ولو كان الامر، سينتهي بتكاليف كبيرة.
الاحد المقبل، موعد يرتقبه جمهور المقاومة ويرتقبه الاوفياء، ليحاولوا ان يبادلوا سيد المقاومة ابعض وفائه، هو من عبر بهم في زمن الانتصارات، وابعد عنهم كأس الذل، ووقف في وجه مشاريع الطواغيت، حيث تخاذلت شعوب ودول، وامم، فيما اكمل السيد معركته حتى اكتمل عطاؤه شهيدا على طريق القدس.