العدوان الإسرائيلي على لبنان: خروقات مستمرة وصمود لا ينكسر
في مشهد مكرر لكنه لا يشيخ، تواصل إسرائيل انتهاك كل القوانين والمواثيق، متحديةً قرارات الأمم المتحدة واتفاقات وقف إطلاق النار. بين قصف جوي وتوغل بري، يصر الاحتلال على نشر الخراب في الجنوب اللبناني، ليضيف يومًا جديدًا إلى سلسلة طويلة من العدوان المستمر. لكن هذا الشعب، الذي لم تعرف أرضه الاستسلام يومًا، يواجه كل شدة بعزيمة لا تلين، رغم التهديدات المتواصلة والجرائم المستمرة.
لبنان، أرض المقاومة والصمود، ينقضُّ عليها العدوان الإسرائيلي مرةً تلو الأخرى، وفي كل مرة، يثبت هذا الوطن العريق أنه ليس سهل المنال.
حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الأراضي اللبنانية، متجاهلًا كل الالتزامات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار. في الأيام الأخيرة، شهد الجنوب والبقاع تصعيدًا خطيرًا شمل اجتياحات برية، وقصفًا جويًا، واستهدافًا مباشرًا للمنازل والمنشآت المدنية.
في منطقة خلة عاشور، عند الأطراف الشرقية لبلدة يارون، توغلت دبابة إسرائيلية برفقة ناقلة جند، في خطوة تعكس انتهاكًا واضحًا للسيادة اللبنانية. بالتزامن، تعرضت أطراف بلدة كفرشوبا لرشقات رشاشة من موقع إسرائيلي في رويسات العلم، مما يؤكد استمرار الاحتلال في توسيع رقعة استهدافه للمناطق الحدودية.
ولم تقتصر الاعتداءات على هذه المناطق، إذ استهدف القصف الإسرائيلي منازل المدنيين في بلدة كفركلا، حيث سجلت ثلاثة تفجيرات متتالية مساء اليوم نفسه، وسط حالة من الذعر بين الأهالي.
التصعيد لم يكن محدودًا بالاجتياحات البرية، بل امتد ليشمل قصفًا جويًا عنيفًا على عدة مناطق. في بلدة البيسارية بجنوب لبنان، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جديدة، تضاف إلى سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت مواقع مختلفة خلال الأيام الماضية.
وفي بلدة طيرحرفا بقضاء صور، وقع انفجار في أحد المنازل، ما أسفر عن سقوط شهيدين وجريحين. التحقيقات الأولية كشفت أن المنزل كان مفخخًا بعبوات إسرائيلية، مما يعكس سياسة الاحتلال في استخدام أساليب التفخيخ لزعزعة الأمن في القرى الجنوبية.
أما في البقاع، فقد تعرضت المناطق الجبلية الواقعة بين بريتال والنبي شيث والخريبة لسلسلة من الغارات الجوية، حيث تركز القصف على الجرود والطرقات المؤدية إلى تلك القرى، في استهداف واضح للبنية التحتية وطرق الإمداد.
لم يتوقف التصعيد عند القصف المباشر، بل رافقه تحليق مكثف للطيران الحربي والمسيّر على علو منخفض في أجواء البقاع والعاصمة اللبنانية بيروت. هذه الطلعات الجوية الاستفزازية زادت من حالة التوتر، خاصة مع استمرار الاحتلال في خرق الأجواء اللبنانية بشكل يومي، ضاربًا عرض الحائط بكل القرارات الدولية.
الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تطرح تساؤلات جدية حول مصير اتفاق وقف إطلاق النار، الذي من المفترض أن يحكم العلاقة بين الجانبين منذ عام 2006. القرار الدولي رقم 1701، الذي يفترض أن يضمن الاستقرار على الحدود، بات مجرد حبر على ورق في ظل استمرار الاحتلال في خروقاته البرية والجوية.
وهنا تبرز مسؤولية الجهات الدولية المشرفة على تنفيذ الاتفاق، وعلى رأسها الأمم المتحدة والدول الضامنة له، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا. فإلى متى ستبقى هذه الدول تكتفي بمواقف دبلوماسية دون اتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان؟
رغم التصعيد الإسرائيلي المستمر، يبقى الجنوب اللبناني عنوانًا للصمود والتحدي. أهالي القرى المستهدفة اعتادوا على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية بروح ثابتة، مؤكدين أنهم باقون في أرضهم رغم كل التهديدات. ففي كفرشوبا، كفركلا، يارون، وطيرحرفا، لا يزال الناس يمارسون حياتهم اليومية رغم القصف والاجتياحات، وكأنهم يعلنون رفضهم للخضوع أمام آلة العدوان.
مع كل غارة وقصف جديد، يتجدد السؤال: هل هناك سقف لهذا العدوان؟ وهل ستتحرك الأطراف الدولية لوقف نزيف الانتهاكات الإسرائيلية، أم أن التصعيد سيبقى مستمرًا بلا حساب؟ ما هو مؤكد أن لبنان، كما أثبت عبر تاريخه، لن يكون ساحة مفتوحة لعدوان بلا رد، وأن شعبه سيظل صامدًا مهما اشتدت العواصف.