مشهديّة تبادل الأسرى تتسبّب بهستيريا داخل كيان الاحتلال
مشاهد تسليم الأسرى من قبل كتائب القسام وبقية الفصائل الفلسطينية المقاومة أثارت هستيريا كبرى داخل المجتمع الصهيوني ناهيك عن جملة من الدلالات ، فالعدو وبرغم كل قدراته لم يستطع القضاء على روح المقاومة فضلا عن امكانياتها.
أرادت حماس وفصائل المقاومة في غزة إرسال رسالة إلى العالم مفادها أنها لا تزال تتولّى القيادة في قطاع غزة، فكانت إحدى وسائلها تحويل عملية إطلاق سراح الأسرى الصهاينة إلى مشهد مهين لا يستطيع كيان الاحتلال إسرائيل إيقافه ، بهذه الجمل لخّصت صحيفة وول ستريت جورنال مشهد الغضب الإسرائيلي الداخلي على مشهدية تبادل الأسرى الأخيرة.
الواقع أن كيان الاحتلال يعيش هستيريا كبيرة حيث تمكنت فصائل المقاومة في إظهار بناء متماسك وجبهة استطاعت الصمود أمام كل التحديات حيث ألغت مفاعيل الحرب العدوانية من دمار وقتل وخراب ونجحت في تجديد روح المقاومة التي أثبتت أنها حاضرة رغم حرب طالت ١٥ شهراً.
وأبدى الداخل الصهيوني امتعاضا كبيرا على مشاهد تسليم الأسرى الصهاينة معتبرين تصريحات مسؤوليهم على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنها تأكيد على الفشل العسكري في انعكاس كذلك للرأي العام الإسرائيلي واغلب قادته السياسيين والعسكريين.
في نفس الوقت، أظهرت مشاهد عمليات التبادل أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تربح الحرب الإعلامية والنفسية، رغم محاولات إسرائيل ومن يتبعها من وسائل إعلام عربية وأجنبية، التركيز على الدمار الكبير الذي لحق بقطاع غزة كعنوان لانتصار إسرائيل عسكريا.
لكن استطلاعات الرأي ومن مصادر إسرائيلية، تكشف بأن المحاولات الإعلامية الإسرائيلية باءت بالفشل، وهذا ما أظهره استطلاع رأي حديث نشرته صحيفة هآرتس، والذي جاء فيه:
_إلى أي مدى تحقق إسرائيل أهداف الحرب وفقًا لعودة الفلسطينيين إلى شمال غزة؟
1)تم تحقيق الأهداف بالكامل: 4% فقط
2)لم تتحقق الأهداف بالكامل: 57%
3)لم تتحقق الأهداف على الإطلاق: 32%
4)لا أعرف: 7%
وعليه استفادت المقاومة بشكل استراتيجي من مشاهد تبادل الأسرى كوسيلة لتأكيد انتصارها العسكري على إسرائيل، ولكي تؤكد من جهة أخرى الاحتضان الشعبي الكبير الذي تتمتع فيه في القطاع، وبأن كل سيناريوهات "اليوم التالي" التي تدور في مخيلات البعض من دول عربية وغربية تصطف وراء أوهام نتنياهو وسموتريتش واليمين المتطرف ستكون سراباً.
كما تدلل عمليات التبادل الى العديد من النقاط أهمها قدرة المقاومة على فرض شروطها القاسية على الاحتلال فضلا عن
توجيه ضربة معنوية ونفسية قاسية لكل الكيان، فقد تعمّدت المقاومة من خلال الفعاليات التي نظمتها فوق الركام وبالقرب من منزل الشهيد القائد يحيى السنوار، أو من خلال تسليم الأسرى في منطقة شمالي قطاع غزة بعكس ما هو مقدّر من قبل الاحتلال، توجيه ضربة قاسية لكل ما روّج له الكيان في السابق من تدمير للمقاومة وخاصة حركة حماس خلال هذه الحرب.
بالمقابل أظهرت لقطات الأسرى الفلسطينيين العائدين إلى ديارهم حيث استقبلهم حشود هتاف كأبطال – بشكل يتناقض بشكل صارخ مع عودة الجنود الإسرائيليين الخافتة والمصابة بالصدمة.
وفي السياق نفسه، استطاعت هذه العمليات خلق شرخ واضح داخل الكيان، بحيث أثار التبادل جدلاً كبيراً في جميع الأوساط السياسية والإعلامية ، اذ نظر لها العديد من الإسرائيليين باعتبارها استسلاماً لفصائل المقاومة.
كما واجهت حكومة نتنياهو ردود فعل عنيفة من المعارضين السياسيين وعناصر داخل ائتلافه، حيث زعم المنتقدون أن مثل هذه التبادلات تحفز المزيد من احتجاز الرهائن.
ومن ابرز الدلالات تقويض ردع جيش الاحتلال الإسرائيلي ؛ اذ كان للتبادل تأثيره المباشر أيضاً على قدرات الردع الإسرائيلية ، فمن خلال تأمين إطلاق سراح مئات الأسرى، أثبتت المقاومة الفلسطينية بأن سياسة عمليات الأسر هي الوحيدة القادرة على تحرير الأسرى.