العمليّات اليمنيّة: تحدّياتٌ مُتصاعدة لإسرائيل وصدى إعلاميّ واسع في الغرب
من التّصعيد العسكريّ إلى التّأثير الإعلاميّ، العمليّات اليمنيّة الأخيرة التي طالت أهدافاً إسرائيلية حسّاسة تتصدّر عناوين الصّحف العالميّة وكبرى مراكز الابحاث.
بين التطور العسكري اليمني والاهتمام الإعلامي الغربي، باتت العمليات اليمنية ضد العمق الإسرائيلي محط أنظار العالم.
هجمات نوعية كشفت عن ثغرات كبيرة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وأعادت تشكيل الصورة الإقليمية لصراع بات يتجاوز حدود الجغرافيا.
وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أبرزت في تقريرها أن إسرائيل تواجه تحدياً غير مسبوق من عدو بعيد يتمركز في اليمن. الوكالة وصفت الهجمات اليمنية بأنها تهديد مباشر لصورة إسرائيل كقوة عسكرية إقليمية. ورغم القصف الإسرائيلي المكثف للموانئ والبنية التحتية اليمنية، تستمر الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية في اختراق العمق الإسرائيلي، مسببة أضراراً عسكرية واقتصادية جسيمة.
أشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن الهجمات اليمنية ألحقت ضرراً كبيراً بالاقتصاد الإسرائيلي، إغلاق ميناء إيلات، أحد أهم الموانئ الإسرائيلية، أجبر السفن على تغيير مساراتها إلى طرق أطول وأكثر تكلفة.
كما دفعت التهديدات الأمنية شركات الطيران الأجنبية إلى تقليص رحلاتها إلى إسرائيل، ما أضر بقطاع السياحة المتعثر أصلاً.
هذه التداعيات الاقتصادية باتت تشكل ضغطاً إضافياً على الحكومة الإسرائيلية..
بدوره مركز صوفان الأمريكي للأبحاث والدراسات الأمنية أكد أن القوى العالمية والإقليمية فشلت في ردع حركة أنصار الله في اليمن.
المركز أشار إلى أن القادة الإسرائيليين يعترفون بوجود حدود لقدرتهم على ابتكار استراتيجيات فعالة لمواجهة الهجمات اليمنية، والتي تستمر في التصعيد حتى إنهاء العدوان على غزة.
من جهته، وصف معهد البحرية الأمريكية الهجمات اليمنية في البحر الأحمر بأنها المشكلة الأكثر إلحاحاً في المنطقة، مع احتمال أن تحصد حركة أنصار الله الجائزة الكبرى لعام 2024.
في الداخل الإسرائيلي، يعترف الخبراء بصعوبة التعامل مع هذا التهديد غير التقليدي.
الباحث داني سيترينوفيتش من معهد دراسات الأمن القومي أكد أن الحوثيين هم التحدي الوحيد النشط حالياً، مشيراً إلى نوعية التهديد المختلف الذي يمثلونه.
بينما دعا معهد مسغاف الصهيوني إلى عدم الاستهانة بقدرات اليمنيين، مؤكدا أن الهجمات كشفت عن ثغرات كبيرة في الدفاع الصاروخي والأمن البحري الإسرائيلي.
الهجمات اليمنية ليست مجرد ردود فعل عسكرية، بل هي استراتيجية تهدف إلى إعادة رسم التوازنات الإقليمية.
ومع تصاعد العمليات، تُظهر اليمن قدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي بشكل دقيق، ما يضع إسرائيل في موقف دفاعي غير مسبوق. في الوقت ذاته، تستمر تل أبيب في محاولات فاشلة لردع هذا التهديد، مما يكشف عن حدود قوتها العسكرية.
من اليمن إلى البحر الأحمر، الىوتل ابيب الرسالة واضحة: القوات اليمنية قادرة على الوصول إلى أي هدف، مهما بعدت المسافة أو تعاظمت القوة. ومع عجز إسرائيل عن إيجاد ردع فعال ، يبقى السؤال مطروحاً: كيف ستتعامل تل أبيب مع هذا التهديد الذي يتحدى كل حساباتها؟