20 كانون الاول , 2024

اليمن في قلب المعركة: السيد القائد يعلن التصعيد ويؤكد دعم فلسطين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي

في خطاب محوري حمل رسائل حاسمة، أعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي استهداف وزارة الأمن الإسرائيلية بصاروخ باليستي، في تصعيد استراتيجي يؤكد انخراط اليمن بقوة في معركة الأمة ضد الاحتلال الإسرائيلي داعياً إلى وحدة الصف لمواجهة التحديات التي تهدد الأمة بأسرها.

هو اليمن، القوة التي لا تلين، والرد الحاسم في وجه الاحتلال. في كل معركة، يقف شامخًا، لا يساوم على كرامته ولا يخف من تهديدات الأعداء، هكذا أعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابٍ مدوٍ، اطلاق صواريخ باليستية باتجاه وزارة الأمن الإسرائيلية، مؤكدا أن اليمن سيظل حاميًا للمقاومة، ولن يتراجع عن دعمه لفلسطين. وبينما يواصل الاحتلال عدوانه على اليمن، يزداد العزم في صنعاء، وتستمر العمليات التي تكبد الاحتلال خسائر استراتيجية، وتكشف عن قدرة اليمن على تغيير موازين القوى. اليمن اليوم الذي  لا يقف فقط إلى جانب فلسطين، بل هو مركز قوة يتحدى الهيمنة الصهيونية ويدافع عن شرف الأمة بأكملها.

خطاب السيد القائد يوم أمس كان بمثابة إعلان واضح عن مرحلة جديدة في معادلات الردع الإقليمي، حيث استطاع أن يربط بشكل متماسك بين مختلف الجبهات التي تشكل محور المقاومة، مؤكداً أن اليمن ليس مجرد طرف داعم، بل شريك أساسي في هذه المواجهة. الإعلان عن استهداف وزارة الأمن الإسرائيلية بصاروخ باليستي يأتي في سياق التصعيد النوعي الذي تبنته صنعاء لنقل المعركة إلى عمق الكيان الإسرائيلي، وهو ما يحمل رسائل استراتيجية متعددة المستويات.

أولى هذه الرسائل هي أن اليمن، رغم العدوان المستمر عليه، يمتلك القدرة على تجاوز الجغرافيا وفرض قواعد جديدة في المعركة مع الاحتلال. استهداف تل أبيب بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية على اليمن يعكس رؤية متكاملة لدى صنعاء، تربط بين الرد المباشر والدفاع عن قضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. هذا التحرك يعزز مكانة اليمن كجزء لا يتجزأ من محور المقاومة، ويوضح أن أي اعتداء على أحد أطراف هذا المحور سيواجه برد جماعي ومنسق.

الكلمة جاءت غنية بالأرقام والمعطيات، إذ كشف السيد الحوثي أن القوات اليمنية أطلقت منذ بداية المرحلة الخامسة من دعم غزة أكثر من 1147 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، إضافة إلى استهداف 211 سفينة معادية وتعطيل ميناء "إيلات"، ما أحدث شللاً في الملاحة الإسرائيلية. هذه الإنجازات تعكس ليس فقط تطور القدرات العسكرية اليمنية، بل أيضاً إدراكاً عميقاً لضرورة التصعيد المتوازن الذي يستهدف البنية الاقتصادية للعدو، مع الحفاظ على زخم العمليات.

الشق الإنساني في الخطاب كان حاضراً بقوة، حيث استعرض السيد القائد  جرائم الاحتلال الإسرائيلي في اليمن، مثل استهداف الموانئ ومحطات الكهرباء، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن هذه الاعتداءات لن تثني الشعب اليمني عن مواقفه الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة هذا التأكيد يعكس إصراراً يمنياً على مواصلة تقديم الدعم بكل أشكاله لغزة، رغم محاولات العدو لخلق حالة من الإرباك الداخلي.

فيما يتعلق بغزة، كان الخطاب حاداً في انتقاد التخاذل العربي والإسلامي أمام الإبادة الجماعية التي تتعرض لها حيث أشار السيد الحوثي إلى حجم الاستهداف المدروس لكل مقومات الحياة في القطاع، واعتبر أن الصمت العربي والدولي تجاه هذه الجرائم يمثل شكلاً من أشكال التواطؤ وان هذه المواقف تعكس الإحباط من غياب التحرك الجاد لنصرة غزة، لكنها في الوقت ذاته تعيد تأكيد التزام اليمن بمسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني.

على الصعيد الإقليمي، كشف الخطاب عن مخططات إسرائيلية تستهدف التوغل في سوريا حتى نهر الفرات، ضمن مشروع "ممر داود". هذا المخطط، الذي يهدف إلى تحقيق خرافات توراتية قديمة، يعكس الأطماع الصهيونية في إعادة رسم خرائط المنطقة لصالح الاحتلال. السيد القائد أشار إلى أن الاستباحة الإسرائيلية للأراضي السورية تحدث دون أي رد فعل مؤثر، محذراً من أن هذا السيناريو قد يمتد ليشمل دولاً أخرى مثل مصر، في حال استمرت حالة التخاذل الحالية.

تُوّجت الكلمة بدعوة واضحة للشعب اليمني للخروج بمسيرات مليونية لإعلان التحدي والصمود، مؤكداً أن اليمن سيظل في طليعة المواجهة مع الاحتلال مهما كانت التحديات. هذا الخطاب لم يكن مجرد إعلان مواقف، بل كان بمثابة خارطة طريق تعكس رؤية استراتيجية عميقة للتصدي للاحتلال الإسرائيلي وتحقيق التكامل بين مختلف جبهات المقاومة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen