العدو يدرس ردود حزب الله: ضغط واستنزاف عسكري ومادي وبشري
ينظر العدو الصهيوني الى مسار ردود المقاومة الاسلامية في لبنان على أنها ارتقاء متدرج ومضبوط، على مستوى الأهداف والعمق الجغرافي وأدوات الاستهداف مع ما قد يترتب على ذلك من نتائج وتداعيات لبنانية وفلسطينية وإقليمية.
بكثير من التحليلات الصهيونية حظيت عملية مرصد جبل الشيخ التي نفذتها المقاومة الاسلامية في خلاصة يقول الاعلام العبري فيها ان العملية مؤشر على أن قائمة أهداف حزب الله طويلة جداً وتتضمن الكثير من الأهداف النوعية والاستراتيجية والحيوية، ولا يفصل عن استهدافها سوى قرار ردّ على اعتداءات يقدم عليها العدو انطلاقاً من تقديرات وحسابات مُحدّدة. ويكشف تكتيك الأسراب الانقضاضية المتتالية غير المسبوق طوال تسعة أشهر، أنه يمكن لضربات حزب الله أن تكون أكثر قسوة من دون حاجة إلى إدخال وسائل جديدة، حتى الآن.
انطوت هذه الردود على مروحة رسائل، من ضمنها أنها كرَّست سقفاً فرضه حزب الله باستهداف عمق الشمال بشكل مدروس وهادف، في مؤشر صريح للعدو بأن تجاوز اعتداءاته القواعد التي تحكم حركة الميدان، يعني أن الردود ستكون أشد وطأة.
استناداً الى مزايا هذه العمليات وسياقها، وانطلاقاً من معرفة العدوّ بالمفهوم العملياتي لحزب الله، من الواضح أن العدو ينظر الى مسار هذه الردود على أنها ارتقاء متدرج ومضبوط، على مستوى الأهداف والعمق الجغرافي وأدوات الاستهداف، وأن ذلك يفتح الباب أيضاً أمام ارتقاء نوعي وكمي جديدين إذا ما اقتضت تطورات الميدان ذلك. ولم يفت العدو أيضاً البرنامج المدروس للضربات التي يوجّهها حزب الله وعلاقتها بالاستعداد العملياتي لأي سيناريوات لاحقة.
كما يتضح أن مجمل العمليات الابتدائية أو من موقع الرد، يأتي أيضاً في سياق مراكمة الضغوط والاستنزاف العسكري والمادي والبشري والأمني. وليس عرضياً أن تحضر كل هذه الأبعاد في وعي مؤسسة قرار العدوّ، كونها تتموضع أيضاً في إطار حساباته لدى تقدير أيّ خيارات وقرارات، ومن ضمنها أن مسار الردود هو في اتجاه تصاعدي مع ما قد يترتّب على ذلك من نتائج وتداعيات لبنانية وفلسطينية وإقليمية.
ومن هنا تؤكد التحليلات ان اي حرب على لبنان سيكون لها آثار خطيرة على قدرة تعافي الجبهة المدنية الداخلية وطول مرحلة التعافي المتوقعة والتي قد تمتد لسنوات. ويطرح هذا السيناريو تداعيات صعبة على قدرة تل ابيب الوطنية على الصمود، ولا سيما مع تفاقم الاضطرابات الاجتماعية والسياسية المحلية القاسية رغم الحرب المستمرة.