الحرب في الشمال: هاجس يقلق العدو ومستوطنيه
على وقع عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان إسنادا لغزة، تتواصل التحليلات في وسائل إعلام العدو وتصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين المحذرة من الدخول في حرب موسّعة مع لبنان.
لا حل في الأفق لمعضلة الشمال ولا سبيل لدرء التهديد الذي تشكله على الكيان، هذا ما تجمع عليه اوساط العدو فيما تختلف على جدوى توسعة الحرب مع لبنان، اذ تنشغل وسائل اعلام العدو بالاضافة الى مسؤولين اسرائيليين بالتحليلات المحذرة من مغبة الدخول في حرب موسعة ومكتملة مع لبنان.
ففي افتتاحيتها تحت عنوان لا لحرب في الشمال، انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تصريحات وزراء أقصى اليمين الذين يصرون على الحرب، مؤكدةً أنّ وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يضلّل الجمهور عندما يقول إنه لا يوجد خيار سوى شن حرب ضد حزب الله، كما يضلل الجمهور في وصفه للحرب بأنها حادة وسريعة.
وأوضحت الصحيفة أن الحرب مع حزب الله يمكن أن تتطور إلى حرب إقليمية، مشككةً باستعداد الجيش الإسرائيلي لها، ومتوقعةً أن تلحق أضراراً جسيمة بالجبهة الداخلية، وأن تكلّف آلاف القتلى من الإسرائيليين.
هآرتس ذكرت أنّ رئيس الأركان الأميركي، الجنرال تشارلز براون، حذّر الأسبوع الماضي من أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على ما يبدو على مساعدة إسرائيل في حرب واسعة النطاق مع حزب الله ، لافتة إلى أن خطر حرب شاملة يزداد بسبب وجود حكومة غير قادرة على التوصل إلى أي اتفاق بشأن أهداف الحرب، وتحرض ضد قادة الجيش الإسرائيلي، وتثقل كاهل الذين يخدمون، وتدعم المتهربين من التجنيد.
وشدّدت هآرتس على ضرورة سعي إسرائيل إلى وضع حد للحرب في قطاع غزة والموافقة على صفقة تبادل أسرى ، مشيرة إلى موقف وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي يفضل التسوية السياسية على الحرب، مبيّنةً أنه تفضيل يشاركه به جميع المستوطنين، الذين يريدون استعادة الأسرى والعودة إلى الشمال.
وفي إقرار بترابط الجبهات بين غزة ولبنان، أكدت هآرتس بالاستناد إلى كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الل الذي يفيد بأن إطلاق النار في لبنان سيتوقف مع وقف القتال في غزة، أن ذلك سيكون الطريقة فقط لضمان عودة المستوطنين إلى الشمال.
بالمحصلة يبقى انه لا شيء مستبعد، الا ان المؤكد ما ثبتته المقاومة من معادلات، لا وقف لاطلاق النار في الشمال الا بانهاء العدوان على غزة، ما لم فإن المقاومة جاهزة ومستعدة لكل الاحتمالات والسيناريوهات التي يخشاها العدو وتقلق قيادته ومستوطنيه.