غزة حاضرة بدلالات الانتصار: المقاومة تغير المعادلات
على المستوى العالمي نجحت غزة في الانتصار على حرب الرواية الصهيونية، ونقلت العالم مع طوفان الاقصى الى مرحلة رفض الهيمنة الاميركية والاسرائيلية وسط صمود اسطوري للشعب والمقاومة التي رسمت معالم جديدة للحروب
من كان ليتخيل أن يرفرف علم فلسطين في فرنسا وأميركا ودول الغرب أو من كان يتخيل ان يصبح لفلسطين مناصرين من شتى أنحاء العالم او ان ترفع من اجل شعبها قضايا في محمكمة العدل الدولية.. كل ذلك تحقق في زمن طوفان الاقصى
ففي هذه الحرب الابادية ارتفع معدل الاهتمام بالقضية الفلسطينية في العالمين العربي والإسلامي، وعلى المستوى الدولي كذلك. فبعد أن كانت القضية قد أوشكت على الدخول في طي النسيان، نجحت الفصائل الفلسطينية عبر عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عمليات في إعادتها إلى دائرة الضوء، ثم دفعها لتحتل الصدارة.
ومن انجازات طوفان الاقصى ايضا التأييد للعمل المسلح، بعد إطباق الحصار على أهالي غزة فلا خيار في مواجهة ذلك الطوق الخانق إلا الخروج إلى القتال، فلن ينتظر شباب غزة الموت على أسرّتهم التي لم تعد موجودة من الأساس، كما أن العدو يخطط صراحة لتهجير أهالي القطاع، أو فرض سلطة عميلة لخدمة أغراضه.
ثالثاً، نجحت المقاومة في إظهار ضعف قدرات أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك، وأمان)، والخارجية (الموساد) في تقديرها للمخاطر التي يمكن أن يواجهها جيش العدو أو في توقعاتها بشأن سلوك الحركات الفلسطينية المقاتلة.
رابعاً، رغم فارق القوة الذي يصب لصالح تل ابيب وكذلك الضوء الأخضر الأميركي باستخدام القوة بلا أي خطوط حمر، والدعم المالي الكبير الذي يقدمه الغرب فإن أغلب خبراء السياسة الغربيين يرون أن الحرب في غزة لا يمكن أن تنتهي بتحقيق أهدافها التي أعلنهاجيش العدووقد يُفضي ما سبق إلى تغيير كبير في نظرة العرب إلى أنفسهم، حيث سيستصغرون تل ابيب مرة أخرى، كما كانت الحال قبل حرب الأيام الستة.
خامساً، نجحت المقاومة الفلسطينية في الصمود طوال الشهور الماضية، وما زالت حتى اليوم تستدرج القوات الإسرائيلية إلى الأنفاق داخل مناطق شمال ووسط غزة، ثم تنفيذ عملياتها، وهذا يمثل فشلاً وهزيمة للحملة العسكرية والاستخباريّة الإسرائيلية.
سادساً، حتى اللحظة لم يتمكن الاحتلال من تحويل أيّ مساحة، حتى وإن كانت محدودة داخل أراضي غزة، إلى مكان آمن له ويستطيع منها فرض سلطته الكاملة.
سابعاً، منذ بداية الحرب، تواصل ساحات محور المقاومة قتالها وتربط جبهاتها بقرار غزة، وهو ما يجعل الاحتلال الإسرائيلي في حالة من الإرباك والتشتت، بالأخص أنَّ خطاب قادة المحور يشير إلى أنَّ لديهم المزيد من المفاجآت، والتي يمكن أن تؤلم الكيان ورعاته الدوليين.