استنزاف ميداني للعدو في رفح.. تجمعات للاحتلال بمرمى النيران
بعد كميني رفح والنابلسي، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدّي للقوات الصهيونية في قطاع غزّة بعمليات فردية ومشتركة مكبّدة إياها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد
في منطقة رخوة جنوب مدينة غزة، أحكم الاحتلال الصهيوني السيطرة عليها منذ عدة أشهر، تستبسل المقاومة الفلسطينية وتلقن العدو الصهيوني الدروس المتواصلة في البطولات، وفي التصدي للاعتداءات وفي الدفاع عن الارض، وهو ما يؤكده تجدد الاشتباكات الضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال التي تحاول التوغل في الحي السعودي غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تحت غطاء من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف وإطلاق نار من طائرات مسيرة طراز "كواد كابتر".
وضمن المعارك البطولية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في ملحمة "طوفان الأقصى" المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، قوات الاحتلال الموجودة في موقع كتيبة تل السلطان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
التطورات الميدانية هذه تأتي بعد أيام من تفجير مدرّعة النمر الصهيونية في قطاع غزة، والتي كان آخرها السبت الماضي، بالتزامن مع اليوم الـ253 للحرب على القطاع، في كمين محكم نفّذه المقاومون في مخيم تل السلطان غربي رفح، وأسفر عن مقتل 8 جنود صهاينة، بينهم نائب قائد سرية، بحسب ما أقرّ به جيش الاحتلال.
وعلى أهمية ونوعية كمين رفح؛ مثل كمين مفترق النابلسي صفعة قوية للاحتلال تثبت فشله في السيطرة على أي شبر في قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي احتلها منذ أشهر وحولها إلى مركزًا لقواته، وهو ما دفع رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، الاقتراح على رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، مخرجاً للحرب على قطاع غزة، بالخروج من غزة واعلان الانتصار، ويحمل اقتراح هاليفي الذي تسرب إلى الإعلام يديعوت أحرونوت أكثر من دلالة، وإن كان لا يحتمل الكثير من التفسيرات، الا ان الكيان الصهيوني ينزلق ببطء من دائرة الإنجازات التي حقّقتها، إلى دائرة فقدان المبادرة وحرب الاستنزاف، وهذا ما لا قدرة لجيش العدو عليه.
وكان العدو الصهيوني ربط الانتصار على حركة المقاومة الاسلامية حماس، بالسيطرة على منطقة رفح والقضاء على الكتائب الأربع المقاتلة فيها. وعلى هذه الخلفية، باتت المدينة تشكّل محطّة فارقة للقيادة السياسية كما العسكرية، وإنْ كانت الأولى هي التي ربطت انتصارها المطلق بالدخول إلى رفح، فيما يبدو أن الجيش يعمل على تكييف نفسه مع مطلب السياسيين، لينتقل منه، في حال أمكنه هذا، إلى إعلان نهاية الحرب التي لا يريد الاستمرار فيها، وذلك عبر الإعلان عن الانتهاء من تفكيك آخر كتائب المقاومة في قطاع غزة. ومن هنا، يدّعي جيش العدو، في بياناته، أنه فكّك كتيبتَين من أصل أربع في منطقة رفح، وأنه بحاجة إلى ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للانتهاء من تفكيك الكتيبتَين المتبقيتَين.