كيان العدو الإسرائيلي اليوم أقرب إلى الحرب الأهلية
لا يختلف اثنان أن هناك انقسام عميق ومتجذر في الكيان المؤقت، يتلخص بوجود طرفين كلًّ يحاول تدمير الآخر بهدف الهيمنة، ولكل طرف نقاط قوته في السياسة والاقتصاد والجيش والتي استخدمت على نحو غير مسبوق، مما تسبب بتصدعات كبيرة فيها وظهر الكيان دولة ممزقة تلامس الحرب الاهلية، وما المصادقة على قانون حجة المعقولية في الكنيست إلا خير دليل على ذلك، كون المعارضة اعتبرت تلك البداية للسيطرة على القضاء الذي يتحضر خلال الاشهر القادمة لتعيينات جديدة.
الجدير بالذكر ان المحكمة العليا تضم 15 قاضٍ جميعهم من أصول غربية بينهم واحد عربي فيما باقي العرقيات والجهات لا يوجد لهم تمثيل.
بما أن غالبية المعارضة من اليسار وتسيطر على مفاصل الدولة، فقد استغلت نقطة الاقتصاد والدعم الأمريكي كما قام المتمولون بسحب الاموال من البنوك وتم إيقاف الاستثمارات مما تسبب بتراجع الشيكل والتصنيف الائتماني، كما أثرت المظاهرات على تراجع عجلة الإنتاج.
من جانب آخر تم إظهار حالة تمرد غير مسبوقة في الجيش دفع الامريكي الى الاتصال بوزير جيش العدو وتحذير من الضرر بكفاءة الجيش، كما ان التمرد في صفوف الاحتياط يمكن ان يتكرر ويتوسع ليشمل النظامي، في المقابل أظهرت الحكومة زيادة في تحدي محور المقاومة لإسرائيل وظهر واضح ان هناك تآكل للردع.
المعلوم انه لا يوجد أفق واضحة للحل حيث المعارضة لا يمكن ان تتراجع سيما وأن المحكمة العليا لم تأخذ قرار بتجميد دخول القانون حيز التنفيذ خوفاً من إدخال البلاد في ازمة دستورية، واكتفت بتعيين جلسة للنظر في القانون خلال سبتمبر القادم.
وما تصريحات نتيناهو ووزرائه عن فتح باب المفاوضات الا لذر الرماد في العيون، باعتبار نتيناهو مخادع ويهدف الى تخفيف التداعيات الداخلية والضغط الامريكي الذي أصبح مقتنع أن إسرائيل أخذت مسار التحول، نتيجة تغييرات ديمغرافية وسيطرة المتطرفين، واحتمال دخول النقابات ما يتسبب بحصول عصيان يمكن أن يتطور بمزيد من التمرد في الجيش وحصول انقسام وتصبح إسرائيل أقرب الى الحرب الاهلية.