في أكبر هجوم صاروخي وجوي.. حزب الله يكرس معادلات الردع
رفعت المقاومة الاسلامية في لبنان من مستويات الرد على اعتداءات العدو الاسرائيلي وكثفت عملياتها لتطال مديات غير مسبوقة. فلليوم الثاني على التوالي واصلت الردّ على عملية الاغتيال في جويا، لتطال نيرانها ثكنات ومواقع وقواعد عسكرية واستخباراتية إسرائيلية شمال فلسطين المحتلة.. رد من شأنه أن يردع العدو ويؤكد له أن الاغتيالات لن تضعف الحركة الميدانية للعمليات.
ارتقاء عملياتي كمي ونوعي لحزب الله في الجبهة الشمالية.. إذ يواصل الردّ بقوة وكثافة نيران غير مسبوقة على عملية الاغتيال التي نفذها العدو في قرية جويا بعمليات وصفت بالاعنف والأوسع منذ بداية المعركة.
فبعد الرد الاولي باستهداف مصنع بلسان في كيبوتس سعسع، نفّذ حزب الله هجوماً مركّباً بالصواريخ والطائرات المُسيّرة. استهدف بصواريخ كاتيوشا وفلق 6 ثكنات ومواقع عسكرية للعدو، فيما استهدفت القوّة الجوية بأسراب من المُسيّرات الانقضاضية قاعدتَي دادو وميشار وثكنة كاتسافيا. لتكون المرة الأولى التي ينفذ فيها الحزب هجوماً بهذا المستوى في وقت واحد، طاول 8 قواعد عسكرية من الجولان إلى صفد.
وفي قراءة عسكرية لهذه العمليات يؤكد خبراء انها تحمل العديد من الرسائل الرادعة للعدو الاسرائيلي، أهمها أن الاغتيال لن يُضعف الحركة الميدانية لعمليات حزب الله، حيث تشير مصادر مطلعة إلى أن الرقعة الجغرافية المستهدفة بضربات رد حزب الله تركّزت في القطاع الشرقي من المالكية إلى شبعا بما فيها الجولان، وهي منطقة نطاق عمليات الشهيد أبو طالب، الذي قاد العمليّات العسكريّة ضد مواقع ومنشآت وتموضع العدو الإسرائيلي في هذا القطاع.
ومن حيث طبيعة الأهداف التي اختارتها المقاومة في ردها يؤكد مراقبون أنها أرادت منها إحباط أهداف الاغتيال لدى كيان الاحتلال، لتقول له أنّ المبادرة لا تزال في يدها، وهي لم تفقد توازنها على الرغم من استهداف كوادرها، بل على العكس من ذلك تبقى صاحبة اليد العليا في الميدان.
وفي عملية نوعية أخرى، ولدى وصول آلية عسكرية من نوع هامر إلى مثلّث قدس يفتاح يوشع، استهدفها حزب الله بصاروخ موجّه فأصابها إصابة مباشرة، ما أدّى إلى تدميرها وإيقاع من فيها بين قتيل وجريح.
وفي دليل على دقة حزب الله في إصابات أهدافه وعجز العدو الاسرائيلي في اكتشاف المسيرات الانقضاضية واسقاطها، تأتي المشاهد المصورة التي ينشرها الاعلام الحربي للمقاومة الاسلامية لتثبت نجاح العمليات وتوثقها.. وهي الحقيقة التي يحاول العدو اخفائها عن مستوطنيه.
نجاح لم يعد بإمكان العدو إخفاءه، حيث يعترف إعلامه بأنه لا يوجد هدف في الشمال لا يستطيع حزب الله استهدافه وبنجاح يزيد على 50% مؤكدا ان قدرات الحزب الاستخباراتية هي في أعلى مستوى. حيث بات قادرا على تعطيل ما لا يقل عن 50% من القباب الحديدية في الشمال بضربة أولية. وبالتالي فإن حزب الله، بقدراته العسكرية المتطورة هو من يقود كيان العدو إلى حافة الهاوية بل والزوال الحتمي.