البرد يفتك بالنازحين في غزة… خيام مهترئة وشتاء قاسٍ يهدد حياة الأطفال
في قطاع غزة، حيث لا تهدأ أوجاع الحرب، يواجه الأطفال عدواً جديداً لا تقل خطورته عن القصف.. البرد القارس.. خيام مهترئة لا تقي من الرياح ولا تصدّ المطر، وأجساد صغيرة ترتجف فوق أرض موحلة، في مشهد يعكس مأساة إنسانية تتفاقم مع كل منخفض جوي، وسط صمت دولي يثقل معاناة النازحين.
في خيام لا تقوى على صدّ الرياح ولا تحمي من الأمطار، يقضي آلاف الأطفال النازحين في ق طاع غزة ليالي شتوية قاسية، في ظل انخفاض حاد في درجات الحرارة، وأرض موحلة تحولت إلى فراش بارد يهدد حياتهم.
لم تعد هذه الخيام مجرد مأوى مؤقت، بل أصبحت بيئة خطرة، خاصة على الأطفال الرضّع والمرضى، إذ تتجدد المخاوف مع كل منخفض جوي من تسجيل وفيات جديدة بسبب البرد، في ظل نقص حاد في الأغطية ووسائل التدفئة، وغياب شبه كامل للبنية الصحية والخدمات الإنسانية الأساسية.
نازحون يؤكدون أن مياه الأمطار تتسرب إلى داخل الخيام مع كل هطول، وأن الأقمشة المهترئة لم تعد قادرة على توفير أي حماية، ما يجبر العائلات على قضاء ليالي طويلة وهم يحاولون تدفئة أطفالهم بوسائل بدائية، غالباً دون جدوى.
وتزداد المعاناة لدى العائلات التي تضم أطفالاً مرضى، حيث يؤدي البرد القارس والرطوبة إلى تفاقم حالتهم الصحية، في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في الأدوية، وصعوبة الوصول إلى المراكز الصحية، وانعدام الرعاية الطبية اللازمة.
في المقابل، حذرت منظمات أممية وحقوقية من أن ما يعيشه النازحون في غزة يشكل كارثة إنسانية مفتوحة، مؤكدة أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من الظروف الجوية القاسية، وسوء المأوى، وانعدام الحد الأدنى من مقومات الحياة.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، وصفت الأوضاع الإنسانية بأنها “مقلقة للغاية”، مشيرة إلى أن الأمطار الغزيرة تتسبب في غرق الخيام، ما يعرض الأطفال لمخاطر صحية جسيمة، من الإصابة بالأمراض وانتشارها، إلى تدهور أوضاع النظافة الشخصية.
وأكدت المنظمة أن الحاجة الملحة تتمثل في توفير مأوى آمن ولائق يحفظ كرامة النازحين، محذرة من أن استمرار تجاهل هذه المعاناة، خاصة في فصل الشتاء، قد يؤدي إلى وفيات يمكن تفاديها.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل غرق مئات خيام النازحين مع تجدد هطول الأمطار على القطاع المحاصر، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية يوماً بعد آخر، وسط توصيفات دولية للوضع بأنه كارثي، ومخاوف حقيقية من أن يتحول الشتاء إلى فصل جديد من المأساة، يدفع الأطفال ثمنه الأكبر.