السعودية تدفع لاحياء مفاوضات السلام: هروب من التصعيد
اختتم المبعوث الأممي هانس غروندبرغ اليوم زيارة إلى الرياض وسط تصريحات سعودية تتحدث عن دعم مسار السلام فماذا في مخرجات هذه الزيارة التي تأتي متزامنة مع التصعيد اليمني في البحر الاحمر نصرة لغزة؟
تدفع السعودية، منذ أيام، عبر الوساطة العمانية، نحو تحريك مسار السلام المتعثّر في اليمن. وبحسب مصادر مقربة من حكومة عدن، وأخرى ديبلوماسية مطلعة، ثمة ترتيبات سعودية مع سلطنة عمان، لعقد جولة مشاورات جديدة بشأن خارطة الطريق الأممية التي أعلنها المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، أواخر كانون الأول الماضي، بهدف مناقشة نقاط الاختلاف حول تلك الخارطة.
وفي هذا السياق اختتم المبعوث الأممي هانس غروندبرغ اليوم زيارة إلى الرياض اكد بعدها السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي دعم بلاده لكافة الجهود بما في تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني في إشارة إلى صرف المرتبات.
هذا الحراك السعودي اليوم يكشف قناعة الرياض باستحالة اركاع اليمن خصوصا وأنها كانت تعول على تغيير امريكي – غربي لخارطة النفوذ في البلاد مع دخولهما على خط المواجهة في محاولة لكسر الحصار اليمني على إسرائيل
وكانت توقّعت مصادر إعلامية مقرّبة من صنعاء عقد جولة مشاورات بين صنعاء والرياض، في حال عدم وجود اعتراض أميركي ذلك، موضحةً أن المشاورات ستتناول خفض التصعيد الاقتصادي بين صنعاء وعدن، واستئناف تصدير النفط كضرورة لصرف مرتبات الموظفين.
من جهتهم، اعتبر مراقبون في صنعاء التحرّك السعودي محاولة من مسؤول ملف اليمن في الديوان الملكي، خالد بن سلمان، لاستغلال الجمود الذي يعانيه مسار السلام في تقديم المملكة كوسيط إقليمي إلى جانب سلطنة عمان، وليس كطرف، والتهرّب من أي التزامات أو تعويضات جرّاء قيادتها الحرب على مدى أكثر من تسع سنوات.
وفي وقت قوبلت الخارطة الأممية بتأييد إقليمي ودولي واسع النطاق، عمدت واشنطن إلى تحويل الخارطة لورقة ضغط بعد فشل قواتها البحرية والقوات الغربية المساندة لها في كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، نُقل عن مصادر ديبلوماسية موالية للعدوان منتصف مارس الماضي، تأكيدها سعي واشنطن إلى الضغط على المبعوث الأممي، لتعديل عدد من بنود الخطة، واستخدام البنود المعدلة كأوراق ضغط جديدة على صنعاء لوقف عملياتها في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية / فهل ستنجح السعودية في تخطي واشنطن ام ان السلام سيسير على مسار مماثل لما شهده في السنوات الماضية ؟