لا يملك العدو الصهيوني جيش برّي ... وأي عملية عسكرية سيقوم بها نتيجتها الخسارة
مع خروج أغلب الجيوش العربية، من دائرة الصراع، ولدت المقاومة من رحم الظلم والاستكبار لمواجهة هيمنة وجبروت هذا العدو الغاشم، وفرضت عليه تحديات نوعية غير مسبوقة فأصبحت الحرب الخاطفة غير مجدية، حيث دمرت المقاومة مبادئ هذه الاستراتيجية من خلال:
• ضرب التفوق من خلال سحبه الى حرب المناطق المبنية في بنت جبيل والشجاعية ومؤخرا في مخيم جنين. وظهر مدى ضعفه بعدم قدرته من الوصول الى قلب المدن ورفع علم النصر.
• سلب العدو عنصر المبادأة والمفاجأة التي كان في السابق الهدف منها تحطيم إرادة القتال ومعنويات الجنود إلا ان الاستعداد للتضحية والعمل وفق مبدأ أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدمك أرم ببصرك أقصى القوم جعل التركيز على الهدف وفرض على المقاومين القيام بواجبهم وترك النتائج على الله حتى لوكان هناك تضحيات.
• ضرب مفهوم نقل المعركة الى أرض العدو حيث أصبحت مواقعه ومستوطناته تحت النار تطالها الآلاف من الصواريخ، وظهرت منظوماته الدفاعية والصاروخية غير مجدية ولا تستطع أن تحمي سماء كيانهم المؤقت في حال إغراقها على أقل تقدير.
•اعتراف العدو بهزيمته أمام حزب الله ولأول مرة منذ الصراع في لبنان في حرب تموز 2006 وهذا كان له أثر سلبي وتهديد وجودي بتنا نلمسه اليوم وبشكل واضح.
•المؤسسة العسكرية في كيان العدو
الاهم من كل ذلك يظهر وبشكل واضح أن العدو لا يستطيع الدخول في حرب طويلة يعتمد فيها على الاحتياط والمعلوم حيث أنها تشكل العامود الفقري للجيش وكذلك لعجلة الانتاج مما يتسبب بخسائر مادية كبيرة. وقد حاول العدو أن يواجه هذه التحديدات عبر صياغة الخطط الخمسية والتي منذ أن وضعها (من خطة كيلع مروراً بتيفن وعوز وجدعون وتنوفا) وهي تعتمد على مبدأ الحرب عن بعد بالاستفادة من الاستخبارات والنار والقوات الخاصة لكنها أثبتت أنها غير مجدية مقابل المقاومة.
الجندي المقاتل في كيان العدو
رئيس هيئة الأركان عاجز اليوم عن إعلان خطته كونه لا يمتلك أهم عنصر فيها وهو الجندي المقاتل الذي هو محور أساسي في أي عملية عسكرية، فنحن أمام جندي اسرائيلي لا يمتلك روحية وإيجابية واضحة (لماذا نقاتل ولماذا أذهب الى الجبهة وأصاب او أقتل؟) هذا الامر نتيجة عدم الثقة بالقيادة التي أصبح جنرالاتها رجال أعمال ليس كالجيل المؤسس، وبمساعدة العولمة، أصبح الجنود يفضلون السفر والابتعاد عن الخدمة الإلزامية بحجج نفسية ومرضية وحتى دينية، حيث الحريديم يقاتلون لسن يعفيهم القانون من الخدمة العسكرية، وإذا أرادوا التطوع في الجيش يفضلون الذهاب الى سلاح الجو والاستخبارات الذي أثبت أنه غير مجدي أمام المقاومين في لبنان وغزة ومخيم جنين مؤخرا، الذين باتوا يمتلكون قوات برية وخاصة مدربة جيداً، والأهم أنهم يملكون روحية وقضية ومستعدة للتضحية. وفي المستجدات، كشفت الأزمة الداخلية حجم الانقسام داخل الجيش وأنه لم يكن كما أراده العدو بوتقة انصهار، كما خرج من القدسية حيث تمرد الاحتياط وتسلل الأمر إلى القوات النظامية حيث أصبحوا موضع انتقاد.
اليوم بتنا متأكدين أن إسرائيل لا تمتلك جندي مقاتل يساعدها في خوض أصغر العمليات العسكرية، وفي حال أقدمت على ذلك فهي امام حالة انتقاد سوف تتزايد مع تزايد عدد الضحايا ويمكن أن يؤدي ذلك الى سقوطها.