الولاياتُ المُتّحدة.. وحساباتُ البحر الأحمر الخاطِئة
انزلقت الولايات المتحدة الاميركية، الى مغامرة غير محسوبة في البحر الاحمر، وبعد فشلها في تشكيل تحالف واسع للاعتداء على اليمن، تسعى الى جر الملاحة الى الدرجة الاعلى من الخطورة.
السؤال البديهي الذي يرافق المغامرة الاميركية في البحر الاحمر، هو الى اي مدى يمكن ان تمضي الولايات المتحدة الأميركة بعيدا في هذه المغامرة؟
لا شك ان ما تملكه الولايات المتحدة الميركية، من اسلحة، وأوراق ضغط، ومن دول جاهزة، او بالاحرى كانت على جهوزية أعلى وأكبر للسير بركب المشروع الأميركي، من دون اي حسابات، هذا كان سابقا، يوم كانت تختار الولايات المتحدة الأميركة الملعب المناسب فترسم خططها، وتزج باللاعبين في مساحة رسمت حدودها بدقة وتخطيط استناداً الى التقارير الامنية والعكسرية، وما خلصت اليه مراكز الدراسات، التي تشكّل عنصرا رئيسا يستبق الاعمال العسكرية الاميركية، والارضية التي تجهّزها الولايات المتّحدة الاميركية، وتعبّدها لعبور مشروعها بأقل تكاليف ممكنة.
لكانت هذه المشهدية سرت من دون مفاجآت غير محسوبة، لو لم تكن الساحة المختارة هي اليمن، ولو ان هذا البلد لم يخرج من حرب أعلن عنها من الولايات المتحدة الاميركية في الخامس والعشرين من آذار 2015، وادارتها الولايات المتحدة بمشاركة خبراء وجيوش ومقاتلين ومرتزقة وشركات أمنية، وعلى الرغم من الدمار، والشهداء والجرحى والحصار، والاوضاع الاقتصادية الصعبة، خرج اليمنيون من هذه الحرب، بجيش يمني يقدر عدده بمئات الآلاف، بأسلحة مصنعة ومطورة محليا، استنادا الى قرار يمني برفض استمرار جعل هذا البلد حديقة خلفية او تابعا لأي قوى أو مشروع إقليمي أو دولي.
اذا تسع سنوات من الحرب، التي تديرها وتشرف عليها الولايات المتحدة الاميركية، لم تستطع في كسر ارادة هذا البلد، بل على العكس دفته الى الارتكاز الى ما ملك من عناصر قوة، كخيار اوحد للمواجهة، وتحقيق استقلالية هذا البلد،
واذا ما اعتبرنا ان الولايات المتحدة وبريطانيا اسقطتا من الحسابات، تاريخ يمني شاهد على مدى صلابة هذا البلد، وعلى صعوبة كسره، فكان يجب ان تكون السنوات التسع، مرآة حقيقية، بان الشعب، لا سير من دون وجهة، وان لا يبازر بالمواقف، وانه يذهب بعيدا جدا بالمواجهة، عن قضية، مقتنع بها، كيف اذا كانت تتماهى مع عقيدته الدينية، والمسيرة القرآنية، الي تشكل ركيزة، في العملين السياسي والعسكري لادارة هذا البلد.
حاولت الولايات المتحدة، ان تشكل حلفا واسعا، ففشلت، في ظل حسابات اوروبية معقدة، حول الفاتورة التي يمكن ان تدفعها اوروبا خدمة للمشروع الاميركي، وامام هذا الثبات والقوة اليمنية، تحاول الولايات المتحدة اليوم، جر الملاحة في البحر الاحمر الى مستويات التهديد الأعلى، علّها، تستجمع عددا اكبر، من المبادرين للاعتداء على اليمن، وهذا ما تتصرف حايله صنعاء بحكمة وواقعية، وذكاء، للتأكيد على امن البلاحة في البحرين العربي والاحمر، وبحصر الاستهداف بالسفن المعتدية، والسفن المتوجهة الى الموانئ الفلسطينية المحتلة.