بعد الإغتيال تل أبيب مُنقسمة وتتحضّر للأسوء: تعزيزاتٌ على الجبهة الشّماليّة
مُنقسماً على نفسه يبدو الداخل الاسرائيلي بعد جريمة اغتيال الشيخ العاروري/فعلى وقع الصمت الرسمي الاسرائيلي توالت التحليلات الصهيونية حول طبيعة رد حماس المؤكد ورد المقاومة الاسلامية في لبنان.
الرد على جريمة الاغتيال النكراء قادم / هذا ما تدركه تل ابيب جيدا وتسعى الى تأخيره او الوقاية منه وسط حالة صمت على المستوى الرسمي الإسرائيلي ...خرقها عضو الكنيست عن حزب الليكود، داني دانون، مهنئاً كلاً من الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد وقوات الأمن على قتل العاروري لتتوالى معها التحليلات في وسائل إعلام العدو، بالتزامن مع لجوء جيش الاحتلال إلى تعزيز إجراءاته واحتياطاته في الجبهة الشمالية.
وبينما أعلن الناطق العسكري أن جيش العدو على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات، داعياً الجمهور إلى الانصياع لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية/ قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الشرطة الإسرائيلية أصدرت تعليمات بوضع القوات بالمستوطنات على أهبة الاستعداد، تحسباً لإطلاق صواريخ من لبنان أو تنفيذ عمليات تسلّل.
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة معاريف عن مصادر إسرائيلية، أن التقديرات المتوقّعة هي رد من حزب الله يتضمّن إطلاق صواريخ بعيدة المدى. كما رأى المراسل العسكري لمكور ريشون نوعم أمير، أن الاغتيال بمثابة أهم رسالة تمر على الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن من يقتل مسؤولاً إيرانياً في سوريا ويقتل مسؤولاً من حماس في قلب بيروت فهو مستعد للحرب. وبالمثل رأى مراسل هيئة البث الإسرائيلية (كان)، عميحاي شتاين، أن الكيان الإسرائيلي عملياً يستعد الليلة لكل الاحتمالات، كردود من حركة حماس على اغتيال العاروري، وقد تكون من الداخل والخارج، كإطلاق صواريخ من لبنان.
وانقسمت الردود بين من رأى العملية طبيعية في سياق الحرب على قطاع غزة، وتداعيات معركة طوفان الأقصى، ومعارضٍ ومستنكر ومتوعّد بالرد، فيما سيطر القلق في كثير من دول العالم التي لطالما دعت إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد.
على أن توجيه أصابع الاتهام إلى تل لم يكُن فلسطينياً وعربياً فقط، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول دفاعي أميركي، أن إسرائيل هي المسؤولة عن عملية الاغتيال، وهو الأمر نفسه الذي نقله موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين أميركيين، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تبلّغ الولايات المتحدة بذلك مقدّماً. وأضاف الموقع أن تل ابيب لم تحذر الولايات المتحدة لكنها أخطرت إدارة الرئيس جو بايدن وقت تنفيذ العملية. لكنّ وسائل إعلام نقلت عن مساعدين لنتنياهو أن العملية لا تستهدف لا حكومة لبنان ولا حزب الله في محاولة لجعل العملية جزءاً من الحرب القائمة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية / متجاهلة ان الحرب بغزة قد ادخلت محور المقاومة بأكمله في معادلة وحدة الساحات.