كيف تدار الأحداث والبطولات الرياضية في اليمن وتحديدا في ذمار؟
الجمهور اليمني لا يتوقف عن متابعة رياضته المحلية فقط، فلديه شغف بمتابعة الدوريات الكبرى مثل الدوريات الأوروبية وكذلك الدوريات العربية
إن كانت الأوضاع الصعبة في اليمن منذ سنوات تشغل الناس بهمومها ومخاوفها وشجونها، فإن البعض منهم يحاول نسيان هذا الواقع الأليم بواسطة الرياضة لتحسين الصحة واللياقة البدنية والراحة النفسية والتي تعكس الصورة الحقيقة عن طبيعة أبناء اليمن بشكل عام ومحبي الرياضة بشكل خاص وجماهير اللعبة الأكثر شعبية.
فكانت النظرات تتجه نحو اليمن وكيف قدم لوحة إيجابية يظهر شغف الجميع في هذه اللعبة ونقلت صورة مختلفة عن اليمنيين من حيث الجمهور والتنظيم، ووضعت ضيوف اليمن والمتابعين والحاضرين آنذاك في موقف مبهر، وأوصلت رسالة للعالم بعنوان نحن شعب رياضي ونعشق كرة القدم.
الجمهور اليمني لا يتوقف عن متابعة رياضته المحلية فقط، فلديه شغف بمتابعة الدوريات الكبرى مثل الدوريات الأوروبية وكذلك الدوريات العربية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تجده يتابع ويشاهد ويكتب على مواقع التواصل الاجتماعي وما يحدث في كرة القدم حول العالم.
ورغم أنه أدى توقف النشاط الكروي خلال فترة العدوان إلى أضرار وخسائر كبيرة تمثلت في غياب الأندية اليمنية عن المسابقات العربية والأسيوية إلى جانب فقدان آلاف من الشباب الرياضيين وكذلك مدربين وإداريين ولاعبين وعاملين في الملاعب لمصدر دخلهم الوحيد إلا أن الجماهير العاشقة لكرة القدم في المحافظات تعيد الحياة إلى الملاعب مجددًا وتسعة للاستمتاع بسحر كرة القدم من خلال تنظيمها دورات رياضية ودوريات كرة قدم ضمن المحافظة.
وبالرغم من النتائج التي تحققها المنتخبات الوطنية بجميع الفئات سواء كانت إيجابية أو سلبية الا أنها تشهد حضور جماهيري كبير ومميز؛ فبطولة كأس الخليج العربي في العراق كانت خير مثال لحضور الجمهور اليمني كما وتغنى جميع معلقين كرة القدم بهذا الجمهور وأطلق عليه بعض المحللين الرياضيين مصطلح ملح البطولة أو نكهة البطولة.
وهكذا تعد مشاركات المنتخبات الوطنية اليمنية وما يرافها من دورات محلية في المحافظات/ بارقة أمل وسط أمواج من الدمار ونكسات من الإحباط ويبقى الجمهور مشجعاً وداعماً رغم الصعوبات والتحديات والاخفاقات.
اليمن قبل العدوان شهد طفرة في البنية التحتية الرياضية والشبابية بعد إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب وكان الهدف منه إنشاء الملاعب والصالات الرياضية وإيجاد بنية رياضية متطورة، وفعلاً أنشأت العديد من الملاعب والصالات في عدد من المحافظات كالعاصمة صنعاء وكذلك محافظات إب، ذمار، تعز، الحديدة، عمران، حضرموت، عدن، لتعد هذه الخطوة الحجر الأساس في بناء رياضة يمنية مواكبة للتطور العالمي ورياضته. ليأتي العدوان ويعطل بداية مرحلة صناعة بنية تحتية متكاملة ومناسبة للرياضة؛ فمنشآتها الشبابية والرياضية نموذجاً مصغر لواقع رياضة يحاول جمهورها صناعتها بأبسط الإمكانيات.
فاليمن بلد مليء بالمواهب والكثير من الشباب والأشبال القادرين على رفع علم الجمهورية اليمنية في كل المحافل الدولية والبدء في خطة استراتيجية واضحة لبناء جيل رياضي ومواكبة الدول المتطورة رياضياً.
ووسط ترقب اليمنيون وعشاق الرياضة وانتظارهم خاصة لإعادة انطلاق الدوري اليمني بفارغ الصبر بعد توقف دام لأكثر من ثمان سنوات يعود النشاط الرياضي ويعود معه روح الجماهير والاشتياق للجلوس في المدرجات لتعود معه الإثارة والمتعة.
وهكذا تتميز كرة القدم بأنها مسيرة عمل لا تتوقف بتاتاً، وهذا ما ينطبق على كرة القدم اليمنية، التي لا زالت تتطلع وتتأمل للمزيد خلال الفترة القادمة والظهور بالشكل الذي يليق برياضة كرة القدم.