غزة تعاني.. أوضاع انسانية كارثية
ومع تواصل العدوان، أوضاع مأساوية يعيشها المواطنون في غزة، على مختلف الصعد، واذ يُخيم شبح الجوع على القطاع ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، تأتي تحذيرا منظمات الإغاثة الدولية من عدم كفاية الطعام والمياه في القطاع، بالتزامن مع تأكيد منظمة العمل الدولية ان اعدوان أعدم جوانب الحياة وأوقف الحركة الاقتصادية في القطاع.
لا شيء يوحي بالحياة هنا، رائحة الموت في كل مكان، دمار كيفما وقع نظرك، وجوه شاحبة، خوف رعب ووجع، ولكن هذا ليس كل شيء في القطاع الرازح تحت وطأة العدوان منذ أكثر من سبعين يوما.
ورغم أعداد الشهداء الكبيرة، في غزة أحياء بمثابة أموات، بعدما فاقم العدوان أزماتهم التي كان قد فرضها الحصار على مدار ما يقارب 17 عاما، لتأت الحرب وتفضح كل ما كان مستوراً، فلا القطاع الصحي في غزة قادر على الصمود، ولا الدواء والغذاء ولا حتى الماء متوفر لأبناء القطاع.
وفيما عمليات جرحية تجرى للصغار والكبار من دون تخدير، أُعلن عن استشهاد ثلاثة جرحى، بسبب نقص الإمدادات الطبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وسط مناشدات لانقاذ ما يمكن انقاذه
الاوضاع الصحية المأساوية، ليست فقط ما يعاني منه اهالي غزة، وخصوصا الاطفال منهم حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف من أن أطفال قطاع غزة يفتقرون إلى 90% من حاجتهم للمياه، مشيرة الى أن نصف مرافق المياه والصرف الصحي دمر أو تضرر من جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
كذلك الاوضاع المعيشية في غزة الى تدهور، وهو ما تؤكده منظمة العمل الدولية، مشيرة الى أن العدوان الإسرائيلي على غزة أدى إلى تدمير جميع جوانب الحياة في القطاع، مشيرةً إلى أنّ هذا التدمير يجعل من القطاع مكاناً غير صالح للسكن.
وأضاف تقرير المنظمة أنّ عدوان الاحتلال، المستمر ، قضى بشكل شبه كلي على فرص العمل في القطاع. وهو ما شدّد عليه نائب مدير إقليم أوروبا وآسيا الوسطى في المنظمة، موريسيو بوسي، في قوله إنّ "سوق العمل مدمّر بالكامل تقريباً في غزة".
وكشف أنّ 66% على الأقل من العمالة في غزة فقدت، مرجحاً أن تكون النسبة في الواقع أعلى من ذلك.
أوضاع مأساوية يعيشها القطاع على مختلف الصعد، ستتكشف أكثر وأكثر بعد الاعلان عن وقف لإطلاق النار والبدء للعودة الى الحياة الطبيعية.