عربي

بمشاركة ست دول مطلة على البحر الأحمر وبحضور مراقبين من باكستان وموريتانيا انطلقت في قاعدة الملك فيصل البحرية بمدينة جدة مناورات الموج الأحمر 8// وفي المعلن عنه وفق بيان وزارة الدفاع السعودية فإن الهدف هو تعزيز أمن البحر الأحمر وحماية المضائق البحرية الاستراتيجية وضمان حرية الملاحة وخطوط الإمداد العالمية.

الا ان هذه المناورة لا يمكن ان تحمل هذا الهدف فحسب، بل في طياتها أبعاداً سياسية وأمنية أعمق ترتبط بالتطورات الإقليمية حيث أصبح البحر الأحمر ساحة مواجهة بين محور المقاومة من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى.

وبالتالي يرى مراقبون أن المناورات السعودية تأتي في سياق محاولات واشنطن لإعادة ترتيب أوراقها في المنطقة بعد سلسلة من الإخفاقات العسكرية والسياسية.

وبحسب خبراء في الشؤون العسكرية فإن ما تقوم به الرياض لا يمكن فصله عن الدور الوظيفي الذي تؤديه في خدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية، موضحين أن الولايات المتحدة بعد فشلها في فرض السيطرة على البحر الأحمر، باتت تعتمد على أدواتها الإقليمية لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب بعض قواتها.

فهذه المناورات بحسب الخبراء ليست ذات طابع دفاعي كما تروج لها الرياض، بل تمثل جزءا من مشروع استعماري جديد يهدف إلى إعادة فرض الهيمنة الأمريكية على الممرات المائية بعد أن أظهرت المواجهات الأخيرة هشاشة الردع الأمريكي.

وفي التوقيت فيعكس قلقا واضحا من التحولات الجارية في موازين القوى البحرية في البحر الأحمر/ اذ وبعد أن أجبرت عمليات القوات المسلحة اليمنية السفن الأمريكية والبريطانية على التراجع من مناطق المواجهة، باتت واشنطن،  تبحث عن بدائل قادرة على حماية خطوط الملاحة الحيوية// لتتقدم الرياض لملء هذا الدور في محاولة إظهار نفسها كقوة إقليمية ضامنة للاستقرار بحسب محللين.

في المحصلة، تعكس مناورات الموج الأحمر 8 حالة التوتر الاستراتيجي في البحر الأحمر//وبينما تصر السعودية على أن هدفها هو تعزيز الأمن البحري الإقليمي/ فإن ما يجري هو جزء من إعادة تموضع أمريكي.