من الاستعراض إلى الانسحاب: الحضور الغربي يتهاوى في البحر الاحمر
تتكشف مؤخرا وعبر اعترافات تنقلها وسائل الاعلام الغربية، مشاكل في الجهوزية العسكرية لكل من الولايات المتحدة وألمانيا خلال مشاركتهما في العمليات البحرية في البحر الأحمر وبين انسحاب فرقاطة ألمانية بسبب ضعف قدراتها الدفاعية، وتضرر هاري إس ترومان صورة تبدو اكثر هشاشة وتفضح الثغرات.
تحديات أمنية تشهدها منطقة البحر الأحمر لا سيما على مستوى الملاحة البحرية ومشاركة القوى الغربية في المهمات العسكرية تحت ذريعة حماية الممرات الدولية.
فالتطورات الميدانية الأخيرة كما كشفت عنها مواقع ومجلات متخصصة تفضح جوانب الضعف في الجهوزية البحرية لكل من ألمانيا والولايات المتحدة// هذه الجوانب اثارت تساؤلات جدية حول مدى قدرة هذه القوى على فرض معادلات الردع وحماية مصالحها في هذه البقعة الاستراتيجية.
تقرير لموقع نافال نيوز اشار الى ان ثغرات خطيرة في القدرات الدفاعية للبحرية الألمانية خلال مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي أسبيدس في البحر الأحمر مشيرا الى ان التجربة الميدانية هناك لم تكن مجرد عملية مراقبة روتينية بل اصطدمت بواقع تهديدات غير تقليدية أبرزها الهجمات الجوية والصاروخية المتطورة.
اما الفرقاطات الألمانية من فئة F125، وعلى رأسها بادن فورتمبيرغ فلم تُنشر في مناطق الخطر العالية نتيجة ضعف منظومات الدفاع الجوي لديها ما اضطرها إلى الانسحاب من مهمة في المحيطَين الهندي والهادئ وتغيير مسار عودتها تجنبًا للمرور عبر البحر الأحمر.
وعلى الجانب الامريكي ايضا اشارت مجلة ذا ناشيونال إنترست الى ان أن حاملة الطائرات هاري إس ترومان التي شاركت في مهمة بحرية مطلع العام الجاري في البحر الأحمر لا تزال تعاني من أضرار كبيرة وأن البحرية الأميركية قررت تأجيل إصلاحها الكامل إلى موعد عملية RCOH المقررة في العام المقبل.
واردفت المجلة ان اللافت في الامر هو أن الحاملة عادت من مهمتها الأخيرة وهي تفتقد ثلاث مقاتلات من جناحها الجوي في دليل على حجم الخسائر الفعلية التي تكبدتها خلال تلك المهمة.
وبهذا باتت المعادلة أكثر تعقيدا على هذه الدول نتيجة الاعتراف الضمني بالفشل ما يفرض على القوى الغربية إعادة تقييم استراتيجياتها البحرية ليس فقط من حيث التجهيزات بل من حيث أهداف الوجود ذاته في المنطقة التي كان للقوات المسلحة اليمنية اليد الطولى فيها.