في المرحلة الثانية: التزام فلسطني وابتزاز اسرائيلي يهدد استقرار اتفاق غزة
في التزام تام للمقاومة الفلسطينية، تسلمت سيارات الصليب الأحمر الدولي، جثث اربعة أسرى إسرائيليين في مدينة غزة، ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع في وقت تراجع فيه العدو عن قراره مواصلة اغلاق معبر رفح ولكنه واصل سياسة تقطير دخول المساعدات
مع بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدت تل ابيب مضطرة للرضوخ لمعادلة فرضتها المقاومة الفلسطينية بقوة الميدان. فبعد مماطلة وتهديدات متكررة بالعودة إلى الحرب والابتزاز بملف المساعدات، اضطرت حكومة الاحتلال إلى استلام جثامين أربعة من أسراها من داخل القطاع
مصادر فلسطينية أكدت أن قرار تسليم جثامين أربعة أسرى جاء استجابة لوساطات مكثفة، بعدما أبلغت حماس الوسطاء بنيّتها تنفيذ العملية في الموعد المحدد. الخطوة جاءت لتؤكد التزام المقاومة ببنود الاتفاق وفق رؤيتها، مقابل تسويف إسرائيلي ومحاولات للابتزاز عبر ربط إدخال المساعدات الإنسانية بملف الجثامين، في انتهاك واضح لبنود الاتفاق الإنساني.
الخطاب الإسرائيلي اتجه نحو التصعيد مجدداً، إذ صعّد وزراء متطرفون في حكومة نتنياهو، بينهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، دعواتهم لوقف إدخال المساعدات وإعادة استهداف القطاع ما لم تُسلّم جميع الجثامين، في تهديد يعكس حالة ارتباك سياسي وميداني داخل المؤسسة الإسرائيلية.
كما عبّرت حماس عن ترحيبها بالجهود الإنسانية، مؤكدة أن كل عمليات التسليم تتم وفق معايير سيادية، وبإشرافها الكامل، بما يكرّس واقعاً جديداً فرضته بعد عامٍ من الصمود والمعارك.
وفي خطوة حددية اعلنت تل أبيب قررت فتح معبر رفح واستئناف إدخال المساعدات بعد استلام جثامين أربعة من الأسرى، وسط توقعات بتسليم أربعة آخرين قريباً. كما ألغت الحكومة الإسرائيلية قرارات كانت تعتزم اتخاذها لتقليص المساعدات، وأكد بيان رسمي من مكتب نتنياهو أنّ الجثامين نُقلت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر من داخل قطاع غزة، في اعتراف ضمني بسيطرة المقاومة الكاملة على الملف.
رغم محاولات الاحتلال استعادة زمام المبادرة عبر التهديد أو تجميد المساعدات، الا ان المقاومة الفلسطينية نجحت في تحويل ملف الجثامين إلى ورقة ضغط سياسية وأمنية، تثبت من خلالها أنّ أي تسوية في غزة لن تمرّ إلا عبر بوابة المقاومة وإرادتها.