تل أبيب تتخلّى عن أدواتها: موسم سقوط الخونة بدأ
أفادت وسائل إعلام عبرية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي تراجع رسميا عن دعم المجموعات المسلحة التي شكّلها داخل قطاع غزة، تاركاً أفرادها لمصيرهم المجهول، وذلك بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبدء ترتيبات صفقة تبادل الأسرى.
تسقط اوراق الخيانة سريعا حين تنتهي الحاجة اليها، وتنكشف حقيقة من باعوا أنفسهم في سوق العمالة بثمن بخس. في غزة اليوم، تطوى صفحة نموذج مكرر من خونة ظنوا أن الاحتلال سيحملهم إلى ضفة الأمان، فاذا بهم يغرقون في وحل صنعوه بايديهم.
ياسر ابو شباب، الاسم الذي برز فجاة في زمن الحرب، اضحى اليوم عنوانا للسخرية. رجل إسرائيل في غزة اكتشف متأخراً أن العدو لا يعرف الوفاء حتى لادواته. فالمتحدث باسم جيش الاحتلال اعلنها صراحة: الميليشيات التي تعاونت معنا لن تدخل إلى اسرائيل وعليها مواجهة مصيرها. هكذا ببساطة، لفظهم ما صنعهم .
في الكيان، تسود نغمة الشماتة. مواقع عبرية تغرّد بسخرية: حظا موفقا لياسر ابو شباب بعد انتهاء الحرب فحماس الان ستعمل بحرية. مشهد يعيد الذاكرة إلى جنوب لبنان، عندما هرب انطوان لحد وجيشه تاركا خلفه كل محاولات الانبطاح للاحتلال التي لم تفلح في حمايته.
انتهت اللعبة. فالمرتزقة الذين تقاضوا رواتبهم بالدولار مقابل دم الفلسطينيين، باتوا اليوم هدفا للشارع الغزي الذي لم ينس. انتهى زمن الدرع البشري لحماية جنود الاحتلال وانتهى معه مشروع الشاباك الذي صمّم عصابات تنهب المساعدات وتطلق النار على المدنيين لاشاعة الفوضى.
اته المشهد ذاته الذي يتكرر في كل ساحات الاحتلال: عمالة مؤقتة، ثم تخل بلا وداع. فاليوم، يتخبط ابو شباب ومجموعاته بين الندم والخوف فيما اسرائيل تكتب تقرير نهاية خدماتهم بعبارة مقتضبة: مهمتكم انتهت.
ولان التاريخ لا يرحم فإن مصير كل خائن ،واحد لا يتبدل، من سعد حداد إلى انطوان لحد وصولا إلى ابو شباب. اسماء مختلفة والمصير ذاته: الهروب او الاعدام.
الاحتلال الإسرائيلي الذي ادعى حماية عملائه المحليين تخلى عنهم عند اول مفترق سياسي. ومع انقضاء الحرب، تسقط اخر اوراق الخيانة في غزة، ليبقى الثابت الوحيد ان من يختر العمالة طريقا، ينتهي دوما بلا وطن يحميه ولا سيد يرحمه.