مفاوضات شرم الشيخ: تقدم حذر نحو وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
تواصلت في مدينة شرم الشيخ المصرية، الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين حماس والعدو الصهيوني وسط أجواء من التفاؤل الحذر ومطالبة فلسطينية بضمانات لانسحاب العدو /فتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات إلى المناطق المنكوبة.
انقضى اليوم الثاني من جولة المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في مدينة شرم الشيخ المصرية، وسط أجواءٍ من التفاؤل الحذر وتكثيفٍ في الجهود الدبلوماسية، تمهيداً لمرحلة حاسمة من النقاشات التي تهدف إلى وقف الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ عامين، والتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى تفتح الباب أمام تسوية شاملة وفق الخطة الأميركية المعروفة بخطة ترامب
تركّزت جلسات اليوم الثاني على مناقشة البنود الفنية والعملية لوقف إطلاق النار، بما في ذلك خرائط انسحاب قوات الاحتلال من مناطق القطاع، وآلية إعادة انتشارها التدريجي بإشراف دولي. كما تناولت المداولات قوائم الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين المشمولين في صفقة التبادل، إلى جانب الترتيبات الإنسانية والإغاثية المتعلقة بفتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات إلى المناطق المنكوبة.
وطالبت حركة حماس خلال الاجتماعات بضمانات دولية حقيقية تكفل إنهاء الحرب بشكل نهائي، ومنع الاحتلال من استئناف عملياته العسكرية بعد الاتفاق. كما شددت على أن مراحل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين يجب أن تتزامن مع مراحل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بحيث لا يتم الإفراج عن آخر أسير إلا بعد اكتمال خروج آخر جندي من القطاع.
في المقابل، أبدت تل ابيب تحفظات على بعض الأسماء المطروحة ضمن قوائم الأسرى، خصوصاً القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، بينما أبدت استعداداً أولياً للسماح بالبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة كجزء من التفاهمات الإنسانية.
يبدو اليوم الثاني من مفاوضات شرم الشيخ نقطة مفصلية في مسار الجهود الدولية لوقف الحرب على غزة. فرغم التفاؤل النسبي، لا تزال الخلافات الجوهرية قائمة حول قوائم الأسرى وضمانات تنفيذ الانسحاب. ومع دخول الوسطاء الإقليميين والدوليين على الخط، تقترب المفاوضات من لحظة الحسم، في انتظار ما ستسفر عنه الجولة الثالثة التي قد تحدد مآلات الحرب أو السلام في غزة.