اليمن من الدعم إلى التأثير.. معادلة ردع وتعقيد للسياسات الاميركية في المنطقة
بعد عامين على عملية طوفان الأقصى، لم تعد ساحات المواجهة محصورة بفلسطين وحدها، حيث قلبت القوات المسلحة اليمنية التوازنات وفرضت معادلات ردع جديدة، لتتحول إلى رقم صعب في معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني، وتضيف تعقيدًا غير مسبوق للسياسات الأمريكية في المنطقة.
من ساحة دعمٍ إلى جبهة مواجهة مباشرة… فرض اليمن حضوره بقوة في مشهد الصراع مع الكيان الصهيوني، وبعد عامين على طوفان الأقصى، لم تقتصر المعركة على فلسطين، بل امتدت لتشمل اليمن كفاعل إقليمي صاعد أربك الحسابات الإسرائيلية، وقيّد التحركات الأمريكية في المنطقة، وهو ما أكده الاعلام الميركي، ففي تقرير نشره موقع "أكسيوس" ، وُصفت القدرات اليمنية بأنها تطور استراتيجي حقيقي في مشهد الصراع الإقليمي.
وأكد التقرير أن القوات اليمنية، وعلى الرغم من مواجهتها لعدوان أمريكي مباشر، نجحت في الصمود، وواصلت عملياتها العسكرية النوعية دعمًا لغزة، ومواجهةً للعدو الصهيوني.
وبحسب التقرير، فإن الفارق الكبير في الإمكانيات العسكرية بين اليمن من جهة، والولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى، لم يمنع صنعاء من الاستمرار في تهديد مصالح العدو، بل وتحقيق تأثير مباشر على أمنه واستقراره.
تحوّل القدرات اليمنية من مجرد دعم رمزي إلى تهديد فعلي، ألقى بثقله على الحسابات الأمنية والاستخباراتية لتل أبيب. ومع استمرار العمليات اليمنية البحرية والجوية، بات الكيان مجبرًا على إعادة النظر في منظومته الدفاعية، خاصة في ظل ازدياد الضربات التي تستهدف سفنه وتحركاته في البحر الأحمر وخارجه.
ويشير التقرير الأمريكي إلى أن صمود اليمنيين، رغم كل الضغوط، يعكس مستوى عاليًا من التخطيط والمرونة في استغلال نقاط ضعف الخصم، ما جعل من اليمن قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة، تتجاوز حدود الدعم التقليدي إلى قلب الطاولة في معادلات الردع.
القوات اليمنية، بعد عامين من طوفان الأقصى، أصبحت عنصرًا فاعلًا لا يمكن تجاهله في خارطة المواجهة، صمودها أمام العدوان، وتهديدها المباشر للكيان الصهيوني، وتعقيدها لحسابات واشنطن، يؤكد أن القضية الفلسطينية اليوم تُدار بمنظور إقليمي مختلف، تتقاطع فيه الجبهات وتتداخل فيه موازين القوى، في مشهد لم يعد فيه الكيان الصهيوني ولا أمريكا تملكان اليد العليا.