08 تشرين أول , 2025

من غزة إلى العالم.. صوت التضامن يعلو في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى

في الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، لم تكن غزة وحدها في الميدان، فمن شوارع لندن إلى أزقة بوينس آيرس، ومن ميادين إسطنبول إلى ساحات تونس، خرجت أصوات الشعوب من مختلف القارات تندد بالعدوان الإسرائيلي، وتجدد دعمها الثابت للقضية الفلسطينية.

تحت شعار "أوقفوا الإبادة في غزة"، شهدت مدن العالم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مسيرات ووقفات احتجاجية واسعة، إحياءً للذكرى الثانية لعملية "طوفان الأقصى".
في لندن، قاد طلاب الجامعات مسيرات ضخمة رُفعت فيها أعلام فلسطين، ورددت شعارات تندد بالعدوان على غزة، رغم انتقادات رئيس الوزراء كير ستارمر واتهاماته للمظاهرات بأنها تهدد السلم الاجتماعي.
أما في سيدني الأسترالية، فقد ندد المتظاهرون بالمواقف الرسمية التي وصفوها بـ"الصادمة وغير الإنسانية"، في وقت قال فيه المتقاعد البريطاني مارك إتكيند: "هذه الاحتجاجات دعمٌ لشعب يتعرض لإبادة جماعية".
أما في ألمانيا وسويسرا، فقد واجهت الوقفات السلمية قمعًا أمنيًا شديدًا، حيث فرّقت الشرطة المظاهرات واعتقلت عدداً من المشاركين، لكن ذلك لم يمنع استمرار الحراك في باقي أنحاء القارة الأوروبية.
الاحتجاجات لم تقتصر على أوروبا، في أمريكا اللاتينية، نزل آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في كل من بوغوتا، مكسيكو سيتي، سانتياغو وأسونسيون، شعارات مثل "الحرية لفلسطين"، و"دم غزة في رقبة العالم" تصدرت المشهد، مؤكدين أن التضامن مع فلسطين ليس خيارًا بل واجبًا إنسانيًا.
وفي الولايات المتحدة، خرجت مسيرة حاشدة في نيويورك، حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "غزة تنزف" و"أوقفوا تمويل الاحتلال". كما أدى متظاهرون مسلمون صلاة جماعية أمام فندق ترامب، في مشهد جمع بين الرمزية السياسية والدينية.
وفي العالم العربي، كانت موريتانيا وتونس أبرز المشاركين. ففي نواكشوط خرجت مسيرات شعبية ضخمة، رُفعت فيها الأعلام الفلسطينية وهُتفت شعارات دعمٍ للمقاومة. أما في الجامعات التونسية، فارتفعت أصوات الطلبة بشعارات "لا تفاوض.. لا صلح.. لا اعتراف"، مؤكدين أن طوفان الأقصى أعاد الحياة لقضيتهم الأولى.
تؤكد هذه الاحتجاجات الجماهيرية المتزامنة حول العالم، أن القضية الفلسطينية استعادت زخمها الشعبي، وأن ما يجري في غزة بات يُنظر إليه كاختبار أخلاقي للمجتمع الدولي. في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، يرتفع صوت الشعوب في وجه الاحتلال، ليثبت أن التضامن العالمي لم يمت... بل عاد أقوى من أي وقت مضى.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen