30 أيلول , 2025

خطة ترامب حول غزة : صفقة استسلام لتفجير المنطقة

خطة ترامب المطروحة لوقف العدوان على غزة ، تدرسها حركة حماس التي وصفت بندوها بالفضفاضة وغير المضمونة فيما كان موقف حركة الجهاد الإسلامي أكثر وضوحاً وحدّة، إذ رأت في المقترح وصفقة لتفجير المنطقة واعتبر أمينها العام زياد النخالة أن الخطة تعبير كامل عن الموقف الإسرائيلي ، فماذا في تفاصل الخطة والبنود الاميركية المطروحة؟

في لحظة بدت أقرب إلى إعادة رسم خرائط غزة سياسياً وأمنياً ،  أزاحت الإدارة الأميركية الستار عن خطة متكاملة أعلنها الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب في القطاع. خطة من عشرين بنداً، وصفتها واشنطن بالطريق إلى السلام، لكنها بدت في جوهرها محاولة دبلوماسية لتحقيق ما عجزت عنه إسرائيل في الميدان.
الخطة الأميركية تبدأ بوقف فوري للقتال، على أن ينسحب جيش الاحتلال تدريجياً وفق ترتيبات مرتبطة ببرنامج نزع سلاح المقاومة. فغزة، بحسب النص الأميركي، يجب أن تتحول إلى منطقة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات وهو الشرط المركزي الذي فشلت إسرائيل في فرضه عبر أشهر من القصف والاجتياح والابادة الجماعية .
وفي بند آخر، تقرر واشنطن إطلاق عملية تبادل أسرى واسعة جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل أكثر من 1700 معتقل فلسطيني من أبناء غزة، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى 250 أسيراً محكوماً بالمؤبّد
لكن الخطة لا تكتفي بالشق الأمني، بل تمتد إلى إعادة هندسة المشهد السياسي والإداري في القطاع. فهي تنص على إقصاء حماس والفصائل عن أي دور في الحكم والمقاومة  واستبدالها بلجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تعمل تحت إشراف هيئة دولية جديدة ، ما يعني احتلال وانتدابا صارخا للقطاع 
نتنياهو لم يُخفِ دعمه الكامل للخطة، معتبراً أنها تحقق جميع أهداف الحرب وتمنع غزة من تهديد إسرائيل مجدداً ، حد تعبيره  لكنه شدد على رفضه مشاركة لا حماس ولا السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع ، اي فعليا تجريد الفلسطينيين من كل نقاط القوة 
حركة حماس، التي تسلّمت نص الخطة عبر الوسطاء المصريين والقطريين، أكدت أنها ستدرسها بمسؤولية لكنها وصفت البنود بالفضفاضة وغير المضمونة. فيما كان موقف حركة الجهاد الإسلامي أكثر وضوحاً وحدّة، إذ رأت في المقترح وصفة لتفجير المنطقة واعتبر أمينها العام زياد النخالة أن الخطة تعبير كامل عن الموقف الإسرائيلي.
الخطة الاميركية المزعومة ترسم ملامح مشروع تسعى واشنطن من خلاله إلى تكريس انتصار سياسي لإسرائيل، بعدما عجزت الأخيرة عن فرضه بالقوة العسكرية ,صياغة غزة ككيان منزوع السلاح تحت إشراف دولي، رابطة الإعمار بتصفية المقاومة والقضاء على دورها حتى سياسياً وفرض واقع جديد على فلسطين والمنطقة ، فكيف لمن واجه بالنار ان يقبل خطة مفروض بشروط العدو ؟

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen