ثورة في القدرات العسكرية: كيف غيّرت 21 سبتمبر معادلات القوة في اليمن؟
جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لتقلب الموازين وتعيد صياغة الواقع العسكري اليمني من جديد، بإرادة وطنية خالصة، استطاع اليمن أن يُطلق ثورته في مجال التصنيع الصاروخي، محوّلا صواريخ تقليدية إلى منظومات باليستية متطورة تهدد عمق الاعداء، وتفرض معادلة ردع غير مسبوقة.
تطل ذكرى الحادي والعشرين من سبتمبر هذا العام، واليمن يخطو بثقة كبيرة في ميدان التصنيع العسكري، كأحد أبرز إنجازات الثورة التي غيّرت وجه اليمن السياسي والعسكري، ورسخت مفهوما جديدا للسيادة الوطنية والمواجهة في زمن الحرب والحصار.
ولم تأتِ التحولات التي شهدتها المؤسسة العسكرية من فراغ، بل من واقع الانهيار الذي سبق الثورة، حين كانت البلاد هدفًا لمشروع دولي يسعى إلى تفكيك الدولة وتدمير قدراتها الدفاعية.
ومن هنا نجحت القوات المسلحة اليمنية في بناء منظومة صاروخية متطورة انطلقت من معدات تقليدية إلى صواريخ حديثة بعيدة المدى، تم تطويرها بقدرات محلية خالصة، وفق ما يؤكده خبراء ومصادر عسكرية.
الخبراء اشاروا الى أن اليمنيين استطاعوا خلال فترة قصيرة تحويل صواريخ سكود السوفيتية القديمة إلى صواريخ باليستية حديثة، يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر، وتتمتع بدقة إصابة عالية، وهو ما مثّل قفزة نوعية في موازين القوى العسكرية في المنطقة.
بيانات القوات المسلحة وعند كل عملية لا تكاد تخلو من صواريخ جديدة تدخل الخدمة لتؤكد فتؤكد المشاهد الميدانية أن الصواريخ اليمنية وصلت إلى أهدافها وأثبتت قدرتها على اختراق منظومات دفاعية متطورة، مثل باتريوت وثاد. والشاهد "فلسطين 2" الفرط صوتي والذي يُعدّ من أحدث ما جرى الإعلان عنه، لتفوق سرعته سرعة الصوت وعبوره منظومات الدفاع المعقدة.
كما ان التطور لم يقتصر على مدى الصواريخ، بل شمل تنوعًا في الأنواع والاستخدامات، اذ دخلت على خط المواجهة صواريخ انشطارية وتكتيكية، تم تصميمها وتصنيعها داخل اليمن.
وفي ظل الاوضاع الراهنة، لم يعد اليمن لاعبا هامشيا كما كان يراد له قبل الثورة بل قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب، قادرة على فرض معادلات جديدة وإرباك حسابات خصومها بمنجزاتها في ميدان التصنيع العسكري.