21 أيلول , 2025

ثورة 21 سبتمبر.. ثورة الاستقلال والسيادة والتحرر من الوصاية والتعبية

ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.. هي الثورة التي أعادت الحرية والسيادة لليمن وحققت له الاستقلال والتحرر من الوصاية والتعبية بعد أن عانا الشعب اليمني لسنوات من الفساد والارتهان للخارج.. فماذا في أهداف هذه الثورة، وما أهم منجزاتها؟

في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، جاءت الثورة التي حملت معها صوت الشعب اليمني كتعبير عن رفض الوصاية والتبعية، وسعياً لاستعادة قراره الوطني بعيداً عن إملاءات الخارج. ثورة شكلت تحولاً مفصلياً في تاريخ اليمن الحديث، ورسمت مساراً جديداً يقوم على الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية، ليبدأ معها مشروع مقاومة مخططات الهيمنة الأجنبية، وبناء وطنٍ قوي بجيشه وشعبه. 
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، لم تكن حدثاً سياسياً عابراً في تاريخ اليمن، بل تحولت إلى محطة مفصلية غيرت مسار البلاد وأعادت صياغة حاضرها ومستقبلها. فقد انطلقت هذه الثورة من رحم معاناة طويلة عاشها اليمنيون تحت هيمنة الخارج وتدخلاته المباشرة في القرار الوطني، ومن واقع سياسي واقتصادي واجتماعي اتسم بالفساد والوصاية والتفكك، لتعلن رفض التبعية وإرادة بناء وطن حر مستقل يمتلك قراره السيادي بعيداً عن الإملاءات الأجنبية.
لقد حملت الثورة منذ لحظاتها الأولى أهدافاً جوهرية، في مقدمتها التحرر من الوصاية واستعادة السيادة الكاملة، وإقامة حكم عادل يعبر عن تطلعات الشعب، وبناء جيش وطني قوي يحمي الأرض والإنسان، إلى جانب ترسيخ الاستقلال الاقتصادي والثقافي، واستنهاض الوعي الجمعي ليكون الشعب شريكاً أساسياً في صياغة مصيره. كما أرست الثورة مبدأ الانتماء إلى قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، ورفض كل أشكال التطبيع أو الارتهان لمشاريع الهيمنة الأميركية والصهيونية.
وعلى مدى السنوات الماضية، استطاعت ثورة 21 سبتمبر أن تحقق منجزات بارزة رغم التحديات ووالعدوان الحصار. فقد تمكنت من استعادة القرار السياسي لصالح الشعب، وفرض استقلالية الموقف اليمني على الساحة الإقليمية والدولية، كما أسهمت في تطوير القدرات العسكرية النوعية من صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة جعلت اليمن رقماً صعباً في معادلة الردع الإقليمي. 
وعلى المستوى الشعبي، نجحت الثورة في تعبئة جماهير واسعة حول مشروع وطني قائم على الصمود والوعي والثبات، ما جعلها ليست مجرد ثورة سياسية، بل تحوّلاً مجتمعياً وثقافياً شاملاً.
ورغم كل ذلك، لم تخلُ التجربة من تحديات جسيمة. فالحصار والعدوان المستمران تركا آثاراً كبيرة على الاقتصاد والبنية التحتية والخدمات، وفرضت على اليمنيين معارك متواصلة في سبيل الصمود. ومع ذلك، فإن جوهر الثورة ظل حاضراً كمنظومة مقاومة للمخططات الخارجية التي استهدفت تمزيق اليمن وإبقائه تابعاً وضعيفاً.
إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تمثل اليوم حصناً متقدماً منيعا في مواجهة مشاريع التفتيت والوصاية، لتؤكد أن إرادة الشعوب قادرة على كسر قيود التبعية وصناعة مستقبل مختلف. فهي ليست مجرد ذكرى سنوية، بل مشروع مستمر لتحقيق الحرية والاستقلال وبناء الدولة العادلة، وتجسيد لانتماء اليمن الأصيل لقضايا الأمة وفي طليعتها فلسطين. هكذا تظل هذه الثورة علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، وعنواناً لصمود شعبه وإصراره على أن يعيش عزيزاً كريماً في وطن حر مستقل.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen