19 أيلول , 2025

عملية معبر الكرامة... غضب يعبر الحدود وتداعيات تلوح في الأفق

في حادثٍ يسلّط الضوء مجددًا على الأوضاع الإقليمية، شهد معبر الكرامة الرابط بين الأردن والضفة الغربية عملية إطلاق نار وُصفت بأنها من أخطر ما شهده هذا المعبر الاستراتيجي منذ سنوات. العملية أسفرت عن مقتل صهيونيين، وأثارت ردود فعل سياسية وأمنية متسارعة، وسط اتهامات وتحذيرات وقلق متزايد من التبعات.

مساء الخميس، تحوّل معبر الكرامة الاردني، أو ما يُعرف إسرائيليًا بـ"اللنبي"، إلى مسرح لعملية مفاجئة، حين أوقف سائق شاحنة مساعدات مركبته عند إحدى نقاط التفتيش، ثم ترجل منها، وأطلق النار من مسافة قريبة باتجاه عناصر الأمن الصهاينة.
وسائل إعلام عبرية أكدت مقتل اثنين، واصفة الحادث بأنه اختراق خطير لمنطقة تُعد تحت السيطرة الأمنية الكاملة لقوات الاحتلال.
الرد الإسرائيلي لم يتأخر، هيئة البث الرسمية كشفت أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حمّل الأردن مسؤولية العملية، خلال اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر. كما أعلن عن إجراءات جديدة لتقييد دخول شاحنات المساعدات الإنسانية القادمة من الأراضي الأردنية إلى قطاع غزة.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية اعلنت أن منفذ العملية هو عبد المطلب القيسي، ويبلغ من العمر 68 عامًا، وكان قد بدأ قبل أشهر العمل سائقًا لشاحنات المساعدات المتجهة إلى القطاع. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن القيسي عسكري متقاعد من الجيش الأردني.
العملية أعادت إلى الأذهان هجومًا مماثلًا وقع قبل عام تقريبًا، حين نفذ مواطن أردني آخر، يحمل الخلفية العسكرية ذاتها، عملية إطلاق نار في نفس المعبر، وأودى حينها بحياة 3 جنود إسرائيليين.
المحللون يحذرون من أن الحادث قد يعمّق التوتر بين عمّان وتل أبيب، في وقت دقيق تمر به العلاقات الثنائية، فالمعبر لا يربط الأراضي الفلسطينية فقط بالعالم الخارجي، بل يشكل أيضًا شريانًا حيويًا للتعاون الأمني بين الجانبين، بموجب اتفاقية وادي عربة.
اللافت بحسب المراقبين أن تكرار العمليات الفردية من داخل الأردن يعكس تصاعد الغضب الشعبي، الذي فاقمه استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط مشاهد المجازر والنزوح والمجاعة.
في المقابل، ترى دوائر إسرائيلية أن استهداف معبر الكرامة تحديدًا يزيد من قلق المؤسسة الأمنية، بالنظر إلى دوره الحيوي، وموقعه الحساس بين ثلاث جهات: الأردن، الضفة، والاحتلال.
عملية معبر الكرامة قد لا تكون الأخيرة.. الرسائل واضحة، والغضب الشعبي يتجاوز الجغرافيا، وفي ظل استمرار العدوان على غزة، تبقى احتمالات التصعيد مفتوحة... ليس فقط في القطاع المحاصر، بل على امتداد الإقليم.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen