غزة تحت النار.. حرب إبادة متواصلة ونزوح لا ينتهي
تتواصل الغارات الجوية والمدفعية على قطاع غزة، مخلفة المزيد من الضحايا بين صفوف المدنيين، خصوصاً في المناطق المكتظة بالنازحين.
لليوم الـ714، لا تزال آلة الحرب تفتك بقطاع غزة، وسط قصف متواصل، ونزوح لا يعرف نهاية. مجازر جديدة تضاف إلى سجل الجرائم، في ظل صمت دولي مخزٍ، ودعم عسكري وسياسي واضح من الولايات المتحدة، بينما يعيش أكثر من مليوني إنسان كارثة إنسانية غير مسبوقة.
في مدينة غزة، استهدفت قوات الاحتلال الأحياء الشرقية والغربية على حد سواء، مستخدمة المروحيات والدبابات المفخخة التي فجرت منازل على رؤوس ساكنيها، لا لشيء سوى لمحاولة إفراغ المدينة من سكانها، واستكمال سياسة التهجير والتدمير المنهجي.
في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة، فجّرت آليات عسكرية منازل سكنية بأطنان من المتفجرات، في مشهد بات يتكرر بشكل شبه يومي. وفي مخيم الشاطئ، أصيب عدد من المواطنين جراء قصف مدفعي طال محيط مفترق السوسي، حيث يتركز عدد كبير من العائلات النازحة.
أما في مدينة دير البلح، وسط القطاع، فقد استهدفت طائرات الاحتلال تجمعاً للمواطنين، ما أدى إلى استشهاد شخص وإصابة آخرين. وعلى مقربة من خيام النازحين في خان يونس، تكررت مشاهد القتل، حيث استشهد طفلان شقيقان لم يتجاوزا سن الخامسة، في غارة استهدفت خيمتهم.
القصف طال أيضاً منطقة المواصي شمال غرب خان يونس، حيث تعرضت خيام نازحين لهجوم من طائرة مسيّرة، ما أدى إلى وقوع إصابات جديدة في صفوف المدنيين.
كل ذلك يجري في وقت تؤكد فيه المستشفيات أن قدراتها تنهار، وسط استمرار القصف، ونقص حاد في الإمدادات الطبية، فيما تعاني المدينة من مجاعة خانقة، أودت بحياة المئات، وأثرت على الغالبية العظمى من السكان.
وفق وزارة الصحة، بلغ عدد الشهداء حتى الآن أكثر من 65 ألفًا، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 165 ألف جريح، فيما لا يزال أكثر من 9 آلاف في عداد المفقودين، وسط دمار شبه كامل للبنية التحتية في القطاع.
في ظل هذا المشهد الكارثي، تستمر حرب الإبادة على غزة، بينما يكتفي العالم بالمراقبة، متجاهلاً أصوات الضحايا، وصور الموت والنزوح التي تُبثّ على مدار الساعة... ولا يزال السؤال قائماً: من يُنقذ غزة؟