16 أيلول , 2025

غزة بين نيران الاحتلال وانقسامات قادته.. تخبط في القرار الصهيوني

بينما تحترق غزة تحت نيران آلة القتل الصهيونية، تتكشّف الخلافات داخل مؤسسات الاحتلال بين الجنرالات ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يصرّ على استمرار الحرب رغم التحذيرات من كارثة قادمة.

غزة تحترق.. بهذه الكلمات صرخ وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس صباح الثلاثاء، مهددًا بمواصلة التصعيد وعدم التراجع، وسط قصف همجي يستهدف كل ما هو حي في القطاع المحاصر.
وفي الوقت الذي يزعم فيه كاتس أن جيشه يضرب ما أسماها بـ "بُنى الإرهاب"، كانت الطائرات والمدافع تمزق أجساد الأطفال وتحوّل أحياء كاملة إلى ركام، في حملة إبادة لا تتوقف.
لكن ما تخفيه التصريحات الصهيونية العلنية، يظهر جليًا في كواليس المؤسسة الأمنية والعسكرية، حيث أقرّ رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، صراحة بأن "القضاء على حماس حتى مع احتلال غزة.. غير ممكن".
زامير كشف، في جلسة سرية أمام لجنة الاستخبارات، أن نتنياهو لا يقدّم أي خطة للمرحلة التالية، قائلاً: لا نعلم إلى ماذا نستعد.. وإذا كانت هناك نية لفرض حكم عسكري على غزة، فعليهم أن يقولوا ذلك."
هذه التصريحات تعكس عمق الأزمة داخل المؤسسة العسكرية، في ظل صراع بين منطق الحرب المفتوحة الذي يقوده نتنياهو، وواقع الاستنزاف الميداني الذي يعاني منه الجنود والقادة.
وبينما يتباهى الاحتلال بإنشاء مراكز توزيع مساعدات إنسانية، وصفها زامير بأنها "فشل"، مشيرًا إلى أن الجنود الذين يحرسون هذه المراكز ارتكبوا مجازر بحق المدنيين المنتظرين للحصول على رغيف خبز.
الصحافة العبرية تكشف المزيد، الكاتب ناحوم برنياع وصف ما يحدث بأنه انهيار أخلاقي ومهني داخل الجيش، مؤكّدًا أن الجنرالات يعيشون مأزقًا حقيقيًا، دون أن يجرؤ أيٌّ منهم على رفض أوامر نتنياهو.
 من جانبه، حذر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، من أن "إسرائيل على وشك التورط في كارثة عسكرية وأمنية وسياسية"، متوقعًا أن يكون الاحتلال الشامل لمدينة غزة هو بداية مأساة طويلة الأمد، خاصة مع انتشار مقاتلي المقاومة داخل الأنفاق والمباني المدمرة.
هرئيل أشار بوضوح إلى أن القيادة الأمنية، من رئيس الموساد إلى الشاباك، عارضت توسيع الحرب، ودعت إلى استئناف صفقة تبادل الأسرى. لكن نتنياهو – الذي أفشل الصفقة في مارس – يصرّ على الحرب، مدفوعًا بحسابات سياسية شخصية، لا مكان فيها للمنطق العسكري أو الإنساني.
في الوقت الذي تنهمر فيه القذائف على غزة، تظهر هشاشة البيت الداخلي للاحتلال. وبين الإجرام على الأرض، والتخبط في أعلى المستويات، يبدو أن كيان الاحتلال ينجرف نحو هاوية اختارها بإرادته، على حساب دماء الأبرياء.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen