11 أيلول , 2025

غزة تقاوم الإخلاء: الاحتلال يواصل التهجير... والأهالي يتمسكون بالبقاء

في مشهد إنساني بالغ القسوة، يواصل جيش الاحتلال مخططه لإفراغ مدينة غزة من سكانها، مستخدماً كل وسائل القتل والتجويع والتدمير. ورغم المجازر اليومية، يصرّ عشرات الآلاف من الفلسطينيين على البقاء، متمسكين بأرضهم وحقهم في الحياة، في وجه آلة حرب لا تعرف الرحمة.

على وقع الغارات المتواصلة والقصف المكثف، تمضي آلة الاحتلال الإسرائيلي في مخططها الرامي إلى تهجير سكان غزة قسرياً نحو الجنوب، تحت غطاء ما تسميه بـ"الممرات الآمنة"، بينما الواقع على الأرض لا يشي إلا بالموت والتشريد.
ورغم الدعوات المتكررة للنزوح، يصرّ آلاف العائلات على البقاء، خوفاً من أن يكون هذا النزوح هو الأخير. 
وعلى شارع الرشيد، الشريان الواصل بين شمال غزة وجنوبها، تصطفّ سيارات محملة بما تيسر من الأمتعة، في مشهد يعكس نزوحاً جزئياً بطيئاً نحو الوسط والجنوب. التقديرات تشير إلى أن نحو 100 ألف نسمة غادروا المدينة خلال الأسابيع الأخيرة، لكن أكثر من مليون إنسان ما زالوا في قلب الخطر، بلا مأوى آمن ولا وجهة ممكنة.
ووفق وكالة "الأونروا"، فإن معظم السكان غير قادرين على النزوح بسبب التكاليف المرتفعة، وانعدام الخيارات المتاحة في الجنوب.
ورغم هذه الأوضاع الكارثية، لا يزال الاحتلال يروّج لما يصفها بـ"المناطق الامنة" لإيواء النازحين، متجاهلاً شهادات المؤسسات الدولية التي تؤكد اكتمال طاقة الاستيعاب في الجنوب، وافتقار المنطقة إلى أبسط مقومات الحياة.
وبينما يدّعي الاحتلال وجود خطط إنسانية بديلة، لا تدخل غزة إلا كميات محدودة من الخيام والمساعدات، ولا يتم إنشاء أي بنية تحتية جديدة لإيواء هذا العدد الهائل من المهجرين. وفي المقابل، تُفتح أبواب الجحيم على غزة، مع قصف الأبراج والمباني السكنية بوتيرة جنونية.
هكذا تمضي خطة الاحتلال، نار، وجوع، وترويع... فتهجير، لكن ما لا يحسبه جيش الاحتلال هو أن غزة لا تُخلى بسهولة، وأن من بقوا حتى اليوم، لن يخرجوا إلا شهداء أو أحراراً.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen