عدوان الدوحة: ضوء أخضر أمريكي يطلق يد إسرائيل في الشرق الأوسط
العدوان الإسرائيلي على الدوحة مثل تحولا لافتا في طبيعة الصراع الإقليمي، وأثار تساؤلات حول حجم التنسيق المسبق مع واشنطن، خاصة في ظل وجود أكبر قاعدة عسكرية أميركية في قطر، فرغم محاولات إدارة ترامب التنصل من المسؤولية، تكشف تقارير إسرائيلية وتصريحات متضاربة عن وجود ضوء أخضر أميركي للعملية.
لا شك بأن الولايات المتحدة الامريكية كانت على علم بالعدوان على قطر، اذ لا يمكن ان تمر طائرات صهيونية في سماء منطقة محمية امريكيا عبر اكبر قاعدة موجودة، دون علم مسبق.
أكثر من أربع ساعات بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة، انتظر البيت الأبيض ، ليخرج بعدها ببيان ضبابي تلته المتحدثة الرسمية كارولاين ليفيت، في صيغة التي خلت من الإدانة وحتى من الشجب مكتفية بإشارة خجولة إلى أن الهجوم لا يخدم مصالح واشنطن ولا إسرائيل.
وفي السياق وفي الوقت الذي يحاول الرئيس الامريكي دونالد ترامب التنصل من المسؤولية عبر التعبير عن استياءه من الضربة، وبأن ذلك لن يتكرر، وفي الوقت الذي ينفي ايضا الجيش الامريكي مسؤوليته بمشاركة أو مساعدة اسرائيل، تقول منصات اعلامية صهيونية وصحف عن حتمية العلم الامريكي بالعدوان.
واشارت صحيفة يديعوت احرنوت الى أنّه من المرجح أنّ الغارة نُسّقت مسبقاً مع البيت الأبيض، وإلا لكان الرد انطلق من القاعدة الأميركية الكبرى في قطر. اذ وبحسب يديعوت أحرونوت، فقد أيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يسرائيل كاتس العملية، وكذلك وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المتواجد حاليا في واشنطن،كما عبر نتنياهو عن قناعته بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تعارض هجوما على الأراضي القطرية.
ومن جهتهم مراقبون قالوا ان الاحتلال لم يكن ليتمكن من تنفيذ عمليات اغتيال لقادة حركة حماس في قلب الدوحة لولا حصوله على ضوء أخضر مباشر من البيت الأبيض، ضمن سياق أوسع يتصل بالدور الأمريكي.
وبالتالي، فإن جميع المعطيات الواضحة على الارض، تظهر أن الضربة الإسرائيلية في الدوحة لم تكن حدثًا معزولًا بل تمثل نقطة تحول في طبيعة الصراع، حيث تُمنح إسرائيل مساحة أوسع للتحرك حتى داخل عواصم حليفة لواشنطن.