استهداف مطار رامون.. رسالة ردع يمنية جديدة ترفع حدة المواجهة
مرحلة جديدة من المواجهة، دشنتها القوات المسلحة اليمنية، باستهداف مطار الرامون وإصابته إصابة مباشرة.. عملية عسكرية جديدة لم تكتف بتعطيل حركة الملاحة الجوية وإصابة صالة المسافرين، بل وجّهت للعدو رسالة صريحة مفادها: أن العمق الإسرائيلي لم يعد آمناً، وأن ما بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء ورفاقه ليس كما قبلها.
أكثر من إحدى عشر عملية نوعية، نفذتها القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان المحتل خلال أقل من أسبوع.. سلسلة عمليات تعكس قرارا يمنيا واضحا في فرض معادلة ردع جديدة بعد جريمة اغتيال رئيس الوزراء ورفاقه قوامها استهداف المطارات والمرافق الحساسة، بما يحوّلها إلى ساحات مكشوفة أمام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، إذ استهدفت أحدث هذه العمليات عبر ثماني طائرات مسيّرة، مطار رامون جنوبي فلسطين المحتلة وهو ثاني أهم مطارات الكيان، لتعطل حركة الملاحة الجوية وتصيب صالة المسافرين وعددا من المستوطنين.. هجوم نوعي أضيف إلى سلسلة من الهجمات التي نفذتها صنعاء طالت مبنى رئاسة أركان جيش الاحتلال في تل أبيب، وأهداف حيوية في عسقلان وأسدود وتل أبيب.
التصعيد اليمني باستهداف مطار رامون واصابته اصابة مباشرة، يبعث للعدو رسالة واضحة مفادها أن العمق الإسرائيلي لم يعد آمناً. كما ويكشف هشاشة العمق الإسرائيلي، وضعف أنظمة الدفاع الجوي التي لم تستطع بكل ما تملكه من امكانات اعتراض المسيرات اليمنية التي وصلت أهدافها وحققتها بنجاح.
بدوره يقر القائد السابق لمديرية الدفاع الجوي، العميد الركن احتياط زيفكا هاييموفيتش، بأن التهديد القادم من اليمن لم يعد مجرد خطر تكتيكي محدود، بل تحوّل إلى تحدٍ استراتيجي حقيقي يفرض على الكيان الصهيوني مراجعة شاملة لمنظومتها الدفاعية وخياراتها العسكرية. فالعملية كشفت معها بحسب اعتراف خبراء في الأمن القومي الإسرائيلي نجاح اليمن في تطوير تكتيكات معقدة تتحدى أنظمة الدفاع للعدو الإسرائيلي. والذين أقرّوا بأن أي رهان على تراجع القوات المسلحة اليمنية عبر اغتياال القادة أو استهداف البنية العسكرية قد سقط، وأن العامل الجوهري الذي يبقي التهديد اليمني قائماً هو استمرار العدوان على غزة.. فالعملية العسكرية الجديدة، تنقل اليمن إلى مستوى أعلى من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.. تصعيد يأتي بعد اغتيال رئيس الوزراء اليمني ورفاقه، وذلك ضمن استراتيجية ردع أوسع تهدف إلى تكريس معادلة جديدة عنوانها: لا أمن في عمق الكيان ما دام العدوان والحصار مستمرين