العملية اليمنية في الاعلام العبري: اعتراف بالفشل الدفاعي وتداعيات خطيرة على الكيان
ردود الفعل الإسرائيلية عقب عمليات القوات المسلحة اليمنية كشفت حجم الإرباك الصهيوني حيث احتلت القدرات العسكرية اليمنية المتطورة حيزا واسعا في إعلام العدو خلال الساعات الماضية، والذي لم يستطع ممارسة سياسة التعتيم المعتادة أو التقليل من تأثير العمليات اليمنية بل أفردت لها مساحات واسعة وتحليلات متواصلة تناولت دقة الضربات والرسائل السياسية والأمنية التي تحملها.
لم تنجح الرقابة الصهيونية هذه المرة في حجب الحقيقة. فعملية القوات المسلحة اليمنية التي استهدفت مطار رامون وأهدافًا حيوية أخرى، أربكت الإعلام العبري وأجبرته على الاعتراف بوقوع ضربة مؤثرة كسرت صورة الردع الاسرائيلي. فبدءا من الصحف العبرية وصولا إلى القنوات التلفزيونية وما نقلته عن المحليين السياسيين والعسكريين، كان الإقرار واضحا وصريحا بأن اليمنيين باتوا يشكلون تحديًا عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا غير مسبوق، وأن الدفاعات الجوية المتطورة فشلت في صد طائرة مسيرة قلبت معادلة الطيران والأمن داخل الكيان.
صحيفة معاريف رأت أن استهداف مطار رامون بطائرة مسيّرة يمنية قد يترك آثارًا وخيمة على سمعة المطار وقطاع الطيران الإسرائيلي، محذّرةً من أن شركات الطيران الأجنبية ستعيد النظر في تسيير رحلاتها. وفي السياق نفسه، اعتبر المدير العام لشركة أركيا أن الهجوم ستكون له تداعيات مباشرة على حركة الطيران المدني.
القناة 14 العبرية وصفت اليمنيين بأنهم تحدٍّ مستمر للكيان مؤكدة أن الضربة الأخيرة كشفت ثغرات خطيرة في منظومة الدفاع، رغم كل عمليات الاغتيال والهجمات داخل اليمن. وأشارت إلى أن اختيار اليمنيين لمسارات طيران معقّدة يجعل اعتراض الطائرات المسيّرة أكثر صعوبة.
أما صحيفة جيروزاليم بوست وصفت العملية بأنها ضربة خطيرة نُفذت باستخدام تكتيكات معقدة للتشتيت والمفاجأة، ناقلةً عن مسؤولين صهاينة اعترافهم بانخفاض كفاءة الدفاعات الجوية بعد حرب الـ12 يوم مع إيران، وهو ما يجعل الهجمات اليمنية أكثر إيلامًا.
من جهته، موقع ذا ماركر ركّز على البعد الاقتصادي، معتبرًا أن اليمنيين ينجحون منذ عامين في تعطيل مطارات وموانئ إسرائيل، من بينها إيلات، وأن الهجمات باهظة الكلفة التي يشنها الاحتلال في اليمن لم تحقق أي نتائج، فيما يواصل ملايين المستوطنين التوجه إلى الملاجئ أسبوعيًا تحت وقع الصواريخ والمسيرات.
وما عزز حالة الإرباك، ما نشرته إذاعة جيش الاحتلال عن تحقيق عسكري كشف أخطاء خطيرة حالت دون رصد الطائرة المسيّرة اليمنية، التي أصابت قاعة المسافرين في مطار رامون دون أن يتم تفعيل صفارات الإنذار. كما أقرت هيئة مطارات الاحتلال بإغلاق المجال الجوي فوق المطار بعد العملية.
هكذا، لم يعد الإعلام العبري قادرًا على التقليل من شأن الضربات اليمنية، بل وجد نفسه مرغمًا على الاعتراف بفشل المنظومات الدفاعية وبالآثار المدمّرة على الأمن والاقتصاد وسمعة الكيان دوليًا. فمع كل صاروخ أو مسيرة، تتكرس معادلة جديدة مفادها: أن اليمن بات لاعبًا محوريًا يرسم معادلة جديدة عنوانها.. أسناد غزة متواصل مهما بلغت التحديات.