اليمن.. منارة المولد النبوي الشريف ورسالة إيمانية تتفرد عن العالم الإسلامي
لم يكن المولد النبوي الشريف في اليمن مجرد فعالية احتفالية، بل تجسد كمشروع إيماني وروحي يعيد للأمة الإسلامية بوصلة الوعي والاقتداء بسيرة النبي الأكرم. ففي وقت تراجعت فيه معظم الدول الإسلامية عن إحياء المولد أو اكتفت بمظاهر محدودة، قدّم اليمن نموذجاً حضارياً يعكس الهوية الإيمانية الأصيلة ويرسخ الإسلام المحمدي الأصيل في مواجهة مشاريع التشويه والتحريف.
إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في اليمن بات حالة استثنائية تعكس عمق الارتباط برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتجعل من هذه المناسبة محطة إيمانية متجددة تعيد للأمة الإسلامية بوصلة الوعي والاقتداء بسيرة نبيها العظيم. فبينما اكتفت معظم الدول الإسلامية بمظاهر رمزية أو مناسبات شكلية محدودة، برزت اليمن كمنارة مضيئة تقدم للعالم مشهداً مهيباً يجمع بين الروحانية والهوية الإيمانية والرسالة الحضارية.
هذا التميز اليمني لم يأتِ من فراغ، بل من إدراك واعٍ بأن المولد النبوي ليس مجرد احتفال تاريخي، وإنما مشروع حياة يُجسد الإسلام المحمدي الأصيل في أبهى صوره.
ومن خلال الحشود المليونية والفعاليات الثقافية والخطابية، يثبت الشعب اليمني أنه الأجدر بحمل راية الولاء للرسول الأعظم، مقدماً رسالة قوية مفادها أن ارتباط الأمة بنبيها هو الضمانة الحقيقية لمواجهة التحديات وصون الهوية الإسلامية.
ويحمل المشهد اليمني في طياته أبعاداً استراتيجية، حيث يتزامن مع مواقف عملية في مواجهة قوى الاستكبار، وتضامن واضح مع قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإسناد غزة. وهكذا يظهر أن إحياء المولد في اليمن ليس طقساً احتفالياً منعزلاً، بل فعل مقاوم يعكس روح الإسلام كدين رحمة وعدل ونصرة للمستضعفين.
وفي المقابل، يكشف هذا التفرد عن زيف التيارات التكفيرية التي حاولت تشويه صورة الإسلام عبر العنف والإرهاب خدمةً للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية. بينما اليمن، من خلال تمسكه بإحياء المولد، يقدم نموذجاً مغايراً يبرز جمال الإسلام وقيمه الإنسانية السامية، ويعيد الاعتبار لشخصية الرسول الأكرم كقدوة وقائد ومعلّم للبشرية.
إن المولد النبوي الشريف في اليمن تحول إلى رسالة حضارية تتجاوز حدود الاحتفال، لتصبح مشروعاً إيمانياً يعيد وصل الأمة بجذورها الأصيلة، ويجعل من شخصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مدرسة متجددة للهداية والكرامة، ومصباحاً يضيء دروب الأمة نحو التحرر والعزة والتمكين.